IMLebanon

حيوية كثرة الملفات والعبرة في الإستقرار

 

بعد غد الجمعة، يشعر المغتربون اللبنانيون في ست دول عربية بأنهم ليسوا فقط خزاناً مالياً يرفدون أخوانهم المقيمين وعائلاتهم بالمساعدات، بل أصبحوا فاعلين في تحديد السياسة الداخلية.

بعد غد الجمعة يتوجَّه المغتربون اللبنانيون في ست دول عربية إلى صناديق الإقتراع، ليساهموا في انتخاب 128 نائباً من بين 583 مرشحاً، يتوزعون على 77 لائحة في 15 دائرة انتخابية.

ما يكاد المغتربون في الدول العربية ينهون واجبهم الديمقراطي، حتى يأتي دور المغتربين في دول الإنتشار والتي يفوق عددها الثلاثين دولة والتي ستتمُّ الإنتخابات فيها الأحد المقبل.

وبين الجمعة والأحد يكون ما يقارب الثمانين ألف مغترب قد شاركوا للمرة الأولى في الحياة الإنتخابية في لبنان ولكن من البلدان التي يتواجدون فيها.

هذا عملٌ متقدم في الحياة البرلمانية، لكنه الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل في اتجاه معاملة المغتربين على قدم وساق كما المقيمين، فالشعور بالوطنية والمسؤولية مهم، لكن ما هو أهم هو الشعور بالمشاركة في بناء السلطة التشريعية التي تنبثق منها السلطة التنفيذية، وهذا ما يجب أن يكون مثبتاً بالقانون. وحسناً فعل المشترع حين ثبَّت في قانون الإنتخابات الحالي تخصيص 6 مقاعد في مجلس النواب لغير المقيمين، حُدّدت بالتساوي بين المسلمين والمسيحيين، موزّعين واحداً لكل من:

 

السُنّة، الشيعة، الموارنة، الروم الأرثوذكس، الروم الكاثوليك والدروز، لكن اعتباراً من المجلس النيابي المقبل، أي في دورة 2022. صحيحٌ أنَّ ستة نواب على 128 نائباً، عدد قليل، لكنها خطوة أولى ويُفترض أن تتبعها خطوة ثانية وثالثة حتى يشعر المغترب بأنه مشارك فعلاً مع المقيم.

 

الإنتخابات تحت المجهر، ليس المحلي فقط بل الدولي أيضاً، ففي بيروت منذ الأسبوع الفائت هيئة دولية لمراقبة الإنتخابات بدأت عملها بالإجتماع مع مسؤولين رسميين وغير رسميين، لتصل في نهاية المطاف إلى إعداد تقرير عن هذه الإنتخابات من أجل وضع التصنيف للبنان في جدول الدول التي تتحسن الديمقراطية فيها.

 

أين الرئيس سعد الحريري من كل ما يجري؟

الغرق في الإنشغال في الإنتخابات النيابية جعله يختصر مشاركته في مؤتمر بروكسيل على يوم واحد بدلاً من يومين، على أن يستمر الوفد اللبناني الوزاري في المشاركة والمؤلف من الوزراء وزير التربية مروان حمادة، وزير الشؤون الإجتماعية بيار بو عاصي ووزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي. هذه الوزارات الثلاث معنية بشؤون النازحين، خصوصاً أنَّ مؤتمر بروكسيل ينعقد تحت عنوان دعم مستقبل سوريا والمنطقة، وكلمة الرئيس الحريري ستكون ظهر اليوم، على أن يلتقي بعدها رئيس وزراء بلجيكا، البلد المضيف للمؤتمر. ثم يعود في اليوم ذاته إلى بيروت، ثم ستكون له محطة في طرابلس حيث يزورها ويجول فيها، تماماً كما فعل في سائر المناطق والدوائر. أما الفريق الوزاري وفريق الخبراء إلى بروكسيل فيحمل مشروعاً يتضمن طلب مساهمات إضافية، نظراً إلى ازدياد الإحتياجات في المدارس حيث يتعلم النازحون وفي المستشفيات والمراكز الطبية وغيرها.

 

ملفات كثيرة واستحقاقات أكثر، لكن المهم أن يبقى الإستقرار مسيطراً. إنَّ كثرة الملفات ليست مشكلة، على العكس من ذلك، إنها مسألة حيوية.