ما نراه اليوم بالعراق وسوريا٬ ليس في صالح العرب والسنة مع الأسف مرتين مرة لحصول الأمر٬ وأخرى للحديث عن البعد الطائفي٬ لكن هذا هو الحال.
لن نتحدث عن إيران الخمينية٬ فهي خصم٬ يسعى بجد للإضرار بالعرب والسنة٬ ولا عن روسيا٬ فهي مع اختلاف الدوافع مثل إيران.
نتحدث عن علة العلل٬ ومصدر الخلل الكبير٬ وهو إدارة الرئيس الأميركي التائه باراك أوباما٬ فهي التي دمرت الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط٬ منذ خمس سنوات٬ لا من هذه اللحظة وحسب.
إدارة أوباما٬ تغرس قنابل موقوتة خطيرة بمستقبل المنطقة العربية٬ بل والإسلامية٬ بل والعالم كله٬ وتجر معها أوروبا٬ وهي قنابل ستظل قابلة للانفجار حتى بعد رحيل أوباما من البيت الأبيض٬ وتحوله ربما لناشط سياسي٬ أكثر صراحة٬ في الترويج لإيران٬ كما قدم المقدمات لذلك في حوار «ذا أتلانتيك».
يوهم أوباما معه بعض الأوروبيين أن المشكلة فقط هي في محاربة «داعش» بالمنطقة٬ وهذا هو المعيار الوحيد للعمل السياسي بديارنا٬ وهو نفس معيار الروس والإيرانيين٬ صدقا أو كذبا٬ والغرض هو «شطب» كل موضوع سياسي آخر. من هنا نفهم «إجهاض» الانتقال السياسي في سوريا٬ والتركيز فقط على محاربة «داعش»٬ وهو الأمر الذي جعل الأميركان٬ يغامرون بعلاقتهم وعلاقة «الناتو» الأساسية بتركيا٬ بالتحالف مع الجماعات الكردية الإرهابية٬ حسب أنقرة.
هذا العدوان الصريح على العرب والسنة ليس توهما٬ بل واقع يرى٬ وليس رأيا سنيا فقط٬ بالمعنى الاجتماعي للانتماء السني٬ بل هو رأي نخبة من الكتاب العرب من غير المحتد السني.
خلال أيام قرأت مقالتين في صحيفتي «الشرق الأوسط» و«الحياة» بهذا المعنى٬ الأولى للأستاذ والصديق إياد أبو شقرا في هذه الجريدة٬ ولفتتني هذه العبارة من إياد٬ وهو العارف جيدا بنسيج بلاد الشام٬ التاريخي والاجتماعي٬ قال: «ما هو ماثل أمامنا باختصار حرب فعلية على العرب السنة٬ تنتهي بخريطة جديدة لـ«الشرق الأوسط».. تزرع الريح ولن يطول الوقت حتى تحصد العاصفة».
أما المقالة الثانية فكانت للكاتب اللبناني المثقف حازم صاغية بجريدة «الحياة» ومما قاله: «لا يستطيع المتأمل أن يطرد المعطى الماثل أمام العينين بقوة تفقأ العينين. فما بين قاسم سليماني و«الحشد» الذي يجري تمويهه بألف طريقة وطريقة في الفلوجة٬ والحضور المركزي للأكراد في منبج٬ تتعرض السنية العربية٬ حضوًرا ولوًنا٬ لمذبحة كبرى٬ مذبحة ربما رسمت ممًرا إلى ما يوصف بالخرائط الجديدة».
حينما خذل العالم الشعب السوري٬ لصالح إيران وروسيا٬ خرجت «داعش». ترى ماذا سيخرج لاحقا من رحم الغضب الجديد٬ من هذا التلاؤم الدولي؟!