على وقع حركة الاتصالات والمشاورات الاقليمية والدولية المكوكية التي بلغت ذروتها، تزامنا مع تصاعد حدة التهديدات والانذارات من مباشرة وغير مباشرة، في ظل الترقب لما ستحمله الايام المقبلة في بورصة توقعات الحرب على لبنان بين ارتفاع وانخفاض، وسط اجراءات ميدانية “اسرائيلية” واضحة، وحديث عن انجاز عملية “المرساة الصعبة”.
مصادر وزارية مواكبة للاتصالات الجارية، اكدت ان التهديدات التي تصل الى بيروت اكثر من جدية، وان رئيس حكومة تصريف الاعمال يبذل جهودا كبيرة لتجنيب لبنان كأس اي حرب، نظرا لتداعيات ذلك على الوضع العام، محذرا من الاستخفاف بالتهديدات “الاسرائيلية”، معتبرا انه خلافا لكل الاعتقادات والنظريات التي بني عليها، فان شهر رمضان سيكون حاميا جدا، مشككا في جدية الموقف الاميركي، ومدى قدرة واشنطن في الضغط على “تل ابيب”، مع دخول الادارة الديموقراطية مدار العد العكسي لخروجها المتوقع من البيت الابيض.
وفي هذ الاطار، كشفت المصادر عن معلومات حول سلسلة من الاجراءات التي تندرج عادة في الاستعدادات التي تسبق العمليات العسكرية الواسعة النطاق، ومن ابرزها:
– عمدت قيادة الجبهة الداخلية الى اجراء مسح دقيق لكامل مواقف السيارات في المنطقة الممتدة حتى خمسة كيلومترات من الحدود اللبنانية، حيث تم تجهيز تلك المواقف كملاجئ لاستقبال السكان وايوائهم، كما انهت الاجهزة الحكومية المعنية في تأمين احتياط الاكل والشرب الكافية لمدة ايام، في اطار خطة اوسع لنقل السكان قبل اطلاق اي عملية بساعات.
– نقل احدى ابرز واكبر فرق جيش العدو الاسرائيلي المتمرسة في القتال، فرقة “جعاش” (فرقة الغضب)، والتي شاركت في العمليات القتالية في غزة، وهي من وحدات الخدمة الفعلية، الى خلف الخطوط الامامية على الجبهة اللبنانية عند عمق عشرة كيلومترات، حيث اتخذت مواقع قتالية تجعلها جاهزة للتقدم في غضون ساعات قليلة باتجاه الحدود، تزامنا مع اعادة تموضع وحدات الاحتياط المنتشرة في شريط عشرة كيلومترات من الحدود، وفقا لخطة طوارئ موضوعة استنادا الى استهدافات حزب الله، حيث يجري تغيير دائم في اماكن تمركز وانتشار هذه الوحدات تجنبا لاستهدافها.
– اتخاذ جيش العدو خلال الايام الماضية سلسلة من الاجراءات على طول الحدود اللبنانية، من بينها عمليات تسلل واستطلاع داخل الاراضي اللبنانية، تم اكتشاف اثنتين منها، فضلا عن فتح ثُغر في عدد من حقول الالغام، ونشر كمائن على طول الجبهة.
– الجسر الجوي الاميركي المفتوح، حيث تصل يوميا عشرات الطائرات ناقلة ذخائر واسلحة نوعية لا تحتاج اليها جبهة غزة، او نوع القتال الجاري في القطاع، ما يؤشر الى ان التحضيرات جارية لعملية ما.
– استخدام الجيش “الاسرائيلي” للقنابل الدخانية في كثير من الحالات عند الحدود، في عمليات قصفه للقرى، دون ان تعرف الاسباب الحقيقية وراء هذا التكتيك.
– الغارات الوهمية التي ينفذها الطيران الحربي “الاسرائيلي” المعادي فوق مواقع لبنانية استراتيجية، منها على سبيل المثال ما حصل فوق مطار رفيق الحريري الدولي، في وقت تقصدت فيه المخابرات “الاسرائيلية” نشر خرائط مفصلة للمطار ولشباكاته على احد الحسابات المجهولة على الانترنت.
– الدخول الاستعلامي الاميركي المباشر على الخط، عبر استخدام سفن الاسطول السادس المنتشرة قبالة سواحل” اسرائيل” او في عرض المتوسط، او الطلعات الجوية الاسبوعية لطائرات التجسس والحرب الالكترونية الاميركية المنطلقة من اليونان باتجاه سواحل المنطقة، حيث اشرفت على انهاء مسحها للاراضي اللبنانية.
– تشديد المسؤولين الاميركيين الذين يزورون “تل ابيب” من عسكريين وسياسيين، على التحذير من التعرض للجيش اللبناني، بوصفه حليف استراتيجي لواشنطن في المنطقة في حربها ضد الارهاب، وبالتالي ضرورة عدم المس بوحداته او الحاق اي ضرر ببناه التحتية، بما قد يهدد وجود الدولة اللبنانية، كما مشروعيته الشعبية.
– الاستعدادات التي طلب الى السفارات الغربية في “اسرائيل” اتخاذها، لجهة تأمين مخزون من الوقود لمولدات الطاقة، وكذلك الاكل والشرب لطواقم البعثات الاجنبية.
– اعادة تموضع عناصر قوات الطوارئ الدولية على طول الحدود الجنوبية، حيث تم اخلاء بعض النقاط العسكرية، والعمل على التخفيف من انتشار العسكريين الدوليين خارج القواعد العسكرية الاساسية في القطاعات.
– رفع العدو الاسرائيلي لوتيرة ونوعية وجغرافية اعتداءاته، وكذلك الاسلحة والذخائر المستخدمة في عمليات القصف.
– عملية التدمير الممنهج والارض المحروقة التي يمارسها الجيش “الاسرائيلي” في القرى اللبنانية، عبر القصف المدفعي والصاروخي المركز، والذي يؤدي الى تدمير احياء بكاملها في قرى المواجهة، ما يجعلها خالية من السكان تماما، وبالتالي يسهل من تقدم القوى، خصوصا في القطاع الشرقي.
– سعي “اسرائيل” الى إنجاز ميناء لها في قبرص خلال 60 يوماً، لفتح طريق إمداد آخر لها في حال قصف حزب الله ميناء حيفا. ويأتي ذلك بالتزامن مع الجدول الزمني الأميركي الذي أعلنته الإدارة لبناء الرصيف العائم قبالة ساحل غزة، بذريعة “إيصال المساعدات الإنسانية”.