IMLebanon

مشروع ولاية الفقيه.. يتقهقر  

 

 

إطلاق 3 مسيّرات على بُعد 12 كلم من مقر إقامة الرئيس مصطفى الكاظمي رئيس الحكومة العراقية، لم يكن حدثاً عابراً بل كانت رسالة واضحة وصريحة من آية الله الخامنئي يهدد بها الدولة العراقية والشعب العراقي، ويقول له: عليك أن لا تفرح بنتائج الانتخابات النيابية التي جرت أخيراً، والتي مُنيَت فيها جماعة «الفرس» في العراق بهزائم كبيرة، خاصة وأنّ إيران تحتل العراق منذ الحرب التي قام بها الرئيس الاميركي بوش الابن، بالرغم من معارضة عدد كبير من كبار المسؤولين في الولايات المتحدة، محذّرين من الفوضى والدمار والخراب، وأنّ النتيجة ستكون وضع العراق تحت سيطرة الفرس، لكن «اليهود» المقربين من الرئيس بوش أقنعوه بأنه يجب أن يقوم بهذه الحرب للقضاء على الارهاب ولحماية أميركا من موجة إرهابية تهددها.

 

بالمناسبة، نشرت مجلة «كريستيان ساينس مونيتور» الاميركية مقالاً هاجمت فيه الرئيس الاميركي بوش الابن واتهمته بالكذب حين قالت له بأنه كذب بموضوع احتلال العراق حين حدد 3 عناوين لهجومه على العراق:

 

أولاً: الحرب ستكون سريعة… هذه هي الكذبة الأولى لأنّ هذه الحرب لم تتوقف كما وعد بوش بل انها لا تزال مستمرة.

 

ثانياً: يدّعي الرئيس بوش بأنه أراد القضاء على أسلحة الدمار الشامل، الموجودة في العراق… وهذه كذبة ثانية، لأنّ الاميركيين لم يجدوا أي سلاح مدمّر.

 

ثالثاً: كان الهدف القضاء على جماعة «القاعدة»، وهنا الكذبة الأكبر… إذ قبل الاحتلال الاميركي لا القاعدة ولا أي تنظيم إرهابي كان موجوداً في العراق، بل كان معروفاً أنّ قيادة القاعدة موجودة بين باكستان وإيران.

 

أما بعد الدخول الاميركي فدخلت القاعدة على الخط وجاء الارهاب معها.

 

بالعودة الى أكبر جريمة ارتكبت بحق الشعب العراقي، فالعراق بعد الاحتلال الاميركي لم يعد كما كان، خصوصاً ان الذي استفاد من حلّ الجيش العراقي وقوى الامن هي إيران، إذ أصبح العراق مكشوفاً أمنياً، وكانت فرصة ذهبية لا تقدّر بثمن للفرس لاحتلال العراق تحت شعار تحرير القدس، وبالتأكيد فإنّ هذه الكذبة هي أكبر كذبة في التاريخ لأنّ هذا الفيلق المسلح من الحرس الثوري «فيلق القدس» قام بتخريب الدول الاربعة التي يدّعي آية الله خامنئي بكل فخْرٍ واعتزاز ان الايرانيين يسيطرون عليها، وكأنّ الهدف هو إضعاف العرب المسلمين… فماذا عن الشيطان الأصغر الذي هو إسرائيل؟ وماذا عن الصلاة في القدس؟ طبعاً هذه أهداف مؤجلة من حيث الزمان والمكان بانتظار الوقت المناسب.

 

بمعنى أدق، إنّ هذا الشعار هو لخداع العالم الاسلامي والإيهام بأنّ الجمهورية الاسلامية الايرانية حريصة على الاسلام وهي تريد تحرير القدس.

 

وبالعودة الى بغداد، نستطيع أن نستخلص أنّ 19 سنة من احتلال العراق و41 سنة من مشروع ولاية الفقيه كانت النتائج كارثية على جميع الأصعدة:

 

أولاً: ما يسمّى بمشروع ولاية الفقيه وأصحابه الذين يدّعون أنهم يسيطرون على أربع عواصم عربية… هذا الكلام غير صحيح، لأنّ الصحيح هو انهم خرّبوا أربع عواصم عربية تخريباً ممنهجاً، والتاريخ لن يسامح ولن يرحم ولن يغفر لهم.

 

ثانياً: إنّ آلاف المليارات من الدولارات التي صُرِفَت على مشروع ولاية الفقيه ذهبت أدراج الرياح.. لا بل إنّ الدولة الفارسية أيام الشاه كنت دولة عظمى على الصعيد العسكري والمالي والاقتصادي والسياحي والصناعي. أما اليوم فصارت من الدول الفقيرة.. إذ ان كل موارد النفط ذهبت الى الحروب بدءاً بحرب إيران ضد العراق لمدة 8 سنوات، ضد الرئيس صدّام حسين التي كلفت الخزينة الايرانية أكثر من ألف مليار دولار، وديوناً تصل الى 500 مليار دولار، وعودة الى الوراء، وبدل من أن تكون إيران دولة مزدهرة ومن أهم الدول أصبحت دولة فقيرة. وهنا لا بد من إعطاء مقارنة بين إيران الأمس ودول الخليج والمملكة العربية السعودية، فمنذ 40 سنة كانت تلك الدول غنية ولا تزال وعلى رأسها المملكة العربية السعودية… لكن إيران الفرس فكما قلناها ونقولها دائماً ونرددها: فإنّ مشروع ولاية الفقيه وُلد ميتاً، وكل الأموال التي صُرفت ودُفعت ذهبت هباء وأكبر مثل ما يجري في العراق اليوم.

 

في الخلاصة، فإنّ مشروع ولاية الفقيه يستطيع أن يدمّر الدول العربية وإيران، لكنه لا يستطيع أن يحكم أية دولة عربية بما فيها لبنان.

 

نقول لآية الله الخامنئي: لو أوقف الفرس هدر المليارات التي تدفعها إيران للحزب العظيم لمدة 4 أشهر، فلن يبقى من الحزب عنصر واحد مع مشروع ولاية الفقيه والأيام آتية…

 

كلّ الذي تفعلونه، انكم تنفذون مخططاً إسرائيلياً لا يمكن أن تصلوا فيه الى أية نتيجة… والتاريخ لن يرحم… استفيقوا قبل فوات الأوان.