يبدو ان مشروع ولاية الفقيه الذي اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ظناً من أصحابه أنهم باغتياله في أكبر عملية تفجيرية حصلت في التاريخ، إذ استعمل أكبر عبوة ناسفة تقدّر قوتها بما يعادل ألف كلغ من مادة الـ»تي أن تي» لتفجير موكبه واغتيال أكبر عدد من مرافقيه ومعهم صديقه الوزير الآدمي باسل فليحان، لم تحقق لهم أمنيتهم بالسيطرة على البلد إذ فاجأهم ابنه البار الرئيس سعد الحريري الذي ضحّى بثروته من أجل إكمال رسالة والده.
وبالرغم من كل التضحيات التي قدّمها بدءاً بتحالفه مع د. سمير جعجع الى حلفه مع رئيس «جمهورية جهنم» السابق وصهره الذي أثبت فشله في كل وزارة تسلمها، وحقق إخفاقات لم يصل إليها أي فاشل في العالم إذ يكفي انه حقق خسائر نتيجة عمولات، الله أعلم كم وصلت فقد فاقت الـ15 مليار دولار، وليس هناك من يحاسب.
كل هذه التضحيات ذهبت سدى، لأنّ الحقيقة الـمُرّة أنّ هناك فريقين في البلد: فريقاً يريد أن يعمّر وفريقاً يريد أن يدمّر.
والمصيبة ان الفريق الذي يدمّر يتهم الفريق الذي أعاد إعمار ما هدّمته الحرب الأهلية خلال 15 سنة من عام 1975 الى عام 1990 بالتدمير.
جاء الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأعاد بناء ما دمرته الحرب بكلفة بلغت 5 مليارات دولار أميركية فقط، بينما قطاع الكهرباء وبفضل شركاء الممانعة والمقاومة خسّر اللبنانيين 65 مليار دولار.
طبعاً ما قاله حاكم مصرف لبنان في رسالة الوداع: إنهم يريدون أن يحوّلوه الى كبش محرقة كي يحمّلوه إخفاقاتهم وفشلهم الذريع في كل مجالات الحياة.
لا أذيع سرّاً… فإذا نظرنا الى العراق أين كان وأين أصبح بفضل الجمهورية الاسلامية في إيران، التي هي في الحقيقة أكبر كذبة في تاريخ الاسلام… إذ يكفي أنّ الإمام آية الله الخميني الذي كان يخاف من شاه إيران فلجأ الى العراق مختبئاً حتى جاءته المخابرات الاميركية (C.I.A) ونقلته الى باريس واستأجرت له ڤيلا في العاصمة باسمها… لاحظوا وقاحة الاميركيين… فالڤيلا التي سكن فيها مرشد الثورة الإيرانية الإمام آية الله الخميني استأجرتها له الـ»C.I.A» المخابرات المركزية الاميركية، سؤال بريء: ماذا يعني أن تستأجر «C.I.A» منزلاً لآية الله الخميني مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية؟
بدأنا بالعراق ولن ندخل في تفاصيل ما حدث في هذا البلد، وكيف كان الشعب العراقي يعيش أيام صدّام حسين… وكيف يعيش اليوم في ظل حكم ما يسمّى بـ»الممانعة والمقاومة». يكفي أن نقول إنّ أغنى بلد نفطي في العالم لا يستطيع أن يحصل شعبه على كهرباء!
يا عالم.. يا هو.. مجاهل افريقيا الكهرباء وصلت إليها.. وفي بغداد عاصمة الرشيد لا كهرباء إلاّ ما تيسّر…
وماذا عن سوريا؟ عندما توفي الرئيس التاريخي لسوريا، الرئيس حافظ الأسد، لم يكن على سوريا دولار واحد كدين، وكانت عاصمة الأمويين تعيش في أفضل أيامها، وعندما تسلم ابنه ظنّ الشعب السوري أنّ الرئيس بشار سوف يكمل ما بدأه والده ليتبيّـن في ما بعد أنّ همّ الرئيس بشار هو الحكم فقط… أما ما يحصل للشعب وما يعانيه هذا الشعب من مآسٍ بسبب دخوله في محور المقاومة والممانعة وعدم الانتباه لمطالب الشعب.. فكانت النتيجة تدمير سوريا.. ويكفي أن نقرأ أحد التقارير التي تقول إنّ سوريا بحاجة الى 1000 مليار دولار لتعود كما تركها الرئيس حافظ الأسد عام 2000.
لذا فبدل أن تصبح سوريا من أهم الدول أصبحت للأسف من الدول الفاشلة وذلك كله بسبب سياسة الرئيس بشار، الذي لا يهمّه في هذه الحياة إلاّ أن يجلس على كرسي الرئاسة حتى ولو قَتَل مليوناً ونصف المليون مواطن سوري وهجّر 12 مليون مواطن، أي نصف الشعب السوري.
أكتفي بالحديث عن بلدين مع التذكير أنّ ما يجري في اليمن كارثة من أكبر الكوارث التي تحصل في أي دولة.
أما لو تحدثنا عن الدولة العظمى أي إيران التي يتغنّى بها محور المقاومة والممانعة فنقول دلوني على إنجاز واحد تحقق في ظل حكم «الملالي».
هل حرمان الشعب الايراني من فرص العمل وإقفال مصنعين لصناعة السيارات، أحدهما لـ»بيجو» والثاني لشركة «رينو»، كل واحد منهما يصنع مليوني سيارة.. هو إنجاز وطني من أجل الثورة؟
وهل تدهور سعر صرف التومان من 4 تومان مقابل دولار واحد، ليصبح ولكي تشتري دولاراً واحداً فأنت بحاجة الى 375 ألف تومان.. فهل هذا هو النجاح الباهر؟
وقبل أن أختم أكتفي بالقول إنّ الثورة الاسلامية في إيران نجحت في تدمير سوريا والعراق واليمن ولبنان.. وهذا كان السبب في خلع الشاه والمجيء بحكم الملالي المتستّر خلف الدين لتضليل الشعوب تحت شعار شراء منازل في الجنّة، وغيرها من الخزعبلات التي لا يتقبلها عقل.
حقاً «عيش كتير بتشوف كتير».