أضحت صناعة النبيذ اللبناني صناعة واعدة، وصار القطاع منافسا للمنتجات الأجنبية في الداخل والخارج، ويعمل على خلق فرص لفتح أسواق جديدة وتطوير صناعة هذا المنتج، بالإضافة إلى تطوير زراعة العنب المخصّص لانتاج النبيذ.
وصل معدل انتاج النبيذ اللبناني الى 8 ملايين قنينة سنوياً، بحسب وزارة الزراعة، وذلك في مختلف أصنافه الأربعة: الأحمر، الأبيض، الزهري، والنبيذ الحلو. في حين يسجل النبيذ الأحمر أعلى نسبة إنتاج بنحو 68 في المئة من إجمالي الإنتاج المحلي.
من ناحية أخرى وبحسب إحصاءات الجمارك اللبنانية للسنوات الثلاث الأخيرة، فإن معدل تصدير النبيذ اللبناني إلى الخارج وصل في العام 2015، الى حوالي 22 مليار ليرة، في حين يسجل المجموع العام للسنوات الخمس الأخيرة منذ عام 2012 ولغاية نهاية شهر آب 2016، حوالي 106مليار ليرة لبنانية، أي بمعدل 21 مليار ليرة سنويًا.
من جهة ثانية تصل قيمة إجمالي إستيراد النبيذ الأجنبي سنويا خلال السنوات الخمس الأخيرة الى حوالي 17 مليار ليرة.
اتحاد الكرمة والنبيذ
يشرح رئيس الإتحاد اللبناني للكرمة والنبيذ ظافر شاوي لـ»الجمهورية»، أن « لبنان ينتج حوالي 8 ملايين زجاجة نبيذ كل سنة، يُصدّر منها حوالي 3 ملايين ويُستهلك الباقي في الداخل. كما يستورد لبنان حوالي مليوني زجاجة في السنة، بالتالي، يقدّر أن إستهلاك لبنان من النبيذ حوالي 7 ملايين زجاجة سنوياً أي أقل من زجاجتين للشخص الواحد المقيم في الأراضي اللبنانية.
أضاف «يقدّر أن الإستهلاك المحلي لم يرتفع خلال السنوات الأربع المنصرمة وذلك بسبب إنحصار عدد الزائرين من الخارج وبسبب الأزمة الإقتصادية الراهنة.»
في ما يخصّ المشاكل الذي يواجهها قطاع النبيذ، يشير شاوي الى أن «أهم هذه المشاكل هي المنافسة من قبل النبيذ الأجنبي، سيما الأوروبي بعد أن إنخفضت الجمارك بين لبنان والسوق الأوروبية المشتركة. كما نواجه صعوبات في معاملات الإستيراد ومعاملات التصدير التي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم.»
يعلق شاوي على دور النبيذ اقتصاديا بالقول: « إذا كان رقم الأعمال صغيراً وحجمه لا يتجاوز 60 مليون يورو سنوياً، فإن دور هذا القطاع في الزراعة هام جداً وتمثل الأراضي المزروعة بعنب النبيذ حوالي 2500 هكتار من الأراضي الزراعية بما بما يخلق فرص عمل، خصوصا في موسم القطاف. إن دور هذا القطاع في الصناعة مهم جداً وقد إزداد عدد المنتجين على 40 منتجا .
فالكبار منهم يوظفون أكثر من 100 موظف خلال العام، يضاف إليهم أكثر من ضعف هذا العدد من عمال موسميين خلال مدّة القطف. بالإضافة إلى ذلك عدد المطاعم والبارات والملاهي حيث يساهم النبيذ اللبناني بشكل ملحوظ في رقم أعمالهم. كما للنبيذ اللبناني المُصدَّر دور مهم في التعريف بلبنان في الخارج.»
لذلك يعمل المعنيون في القطاع على تفعيل دور النبيذ اللبناني، من خلال المشاركة في معارض عالمية، كان آخرها معرض النبيذ في بروكسل، حيث كان ملفتا وجود الجناح اللبناني عند المدخل الرئيسي، وقد استقطب العدد الأكبر من زوار المعرض، بالإضافة إلى اختيار لبنان ضيف الشرف للعام 2016، بعد أن كانت منطقة الالزاس الفرنسية هي ضيف الشرف عام 2015.
كما يتمّ العمل على تنظيم مؤتمرات لتسليط الضوء على أهم المشاريع ونشر التوعية للحفاظ وتطوير القطاع. حيث كان المؤتمر الأخير هذه السنة في جامعة الروح القدس- الكسليك، تحت عنوان «حماية نبيذنا من التغيرات المناخية».
وعلى الرغم من المنافسة الخارجية، تشكل المنافسة الداخلية بين مصانع النبيذ المحلية حافزا لإنتاج تشكيلة أوسع من النبيذ، بحيث يمثّل النبيذ اللبناني حوالي 0.018 في المئة من الإنتاج العالمي.
انجازات الزراعة
من هذا المنطلق، وفي ظل التحديات التي يواجهها القطاع، أُنجز التالي بحسب معلومات وزارة الزراعة: تفعيل دور لبنان في المنظمة الدولية للكرمة والنبيذ كونه عضوا في المنظمة، تشكيل المعهد الوطني للكرمة والنبيذ الذي سيساهم في تطوير القطاع وتقديم الدعم اللازم لمنتجي النبيذ ومنتجي الكرمة المعدة لانتاج النبيذ، تنظيم يوم سنوي للنبيذ اللبناني بدأ عام 2013 في باريس.
بالإضافة إلى تنظيم مؤتمر وطني سنوي بالتعاون بين وزارة الزراعة مع منتجي النبيذ وجميع الجهات المعنية من القطاعين العام والخاص والجامعات ومراكز الابحاث.
بدورها تقوم وزارة الزراعة بعدد من المهام في قطاع النبيذ، منها المهام التنظيمية، كانجاز قوانين تتعلق بانتاج وصنع وبيع واستيراد النبيذ، وتأسيس المعهد الوطني للكرمة والنبيذ، ووضع السجل الزراعي لمزارعي العنب.
أما من الناحية الرقابية فتعمل الوزارة على تسجيل المصانع والرقابة الفنية عليها، فهناك 41 مصنعا مسجلا حتى اليوم، ومراقبة عملية التصدير، بالإضافة إلى تشجيع الإنتاج والإرشاد بهدف تحسين النوعية.
النبيذ «أون لاين»
من جهة أخرى، للمبادرات الفردية دورها الطليعي في تطوير وتسويق قطاع النبيذ سواء محليا أو دوليا. من هذا المنطلق تمّ إنشاء الموقع الاكتروني www.209LebaneseWine.com لكي يتمكّن الزبائن من شراء النبيذ عبر شبكة الإنترنت، حيث تتوافر مجموعة واسعة من النبيذ اللبناني. كما يساعد الموقع المستهلك على إختيار واسكتشاف عالم النبيذ اللبناني. بالإضافة إلى تأمين خدمة إيصال النبيذ مباشرة إلى المنزل خلال فترة تسليم لا تتجاوز اليومين.