IMLebanon

العالم منهمك بالمنطقة ولبنان في خانة الإنتظار

عطلةُ عيد الأضحى المبارك من شأنها أن تُشكِّل فسحةً للمسؤولين اللبنانيين، فإما تكون عطلة الهدوء ما قبل العاصفة وإما تكون استمرار العاصفة لأنَّ التطورات لا تُعطِّل. لكن في الحَالَيْن فإنَّ الإستحقاقات المنتظرة هي من النوع الذي لا يُهادِن، حيث أنَّ الملفّات هي من النوع الذي دخل في الوقت القاتل سواء أكانت تشريعية أم سياسية أم أمنية أم إقتصادية.

مجلس الوزراء الأخير قبل العطلة، أي أول من أمس الخميس، إحتاط للأمر، فعقد جلسةً لتسعِ ساعات هي الأطول في جلسات مجلس الوزراء لهذه الحكومة، لكن من دون أن يتوصَّل إلى قرارات حاسمة في الملفات الكبيرة والدقيقة، وإنْ اتَّخذ قرارات لا بدَّ منها وتأتي في رأس اهتمامات بعض الوزراء قبل أيِّ شيءٍ آخر، ومنها:

الموافقة على مشاريع مراسيم ترمي إلى نقل اعتمادات من إحتياطي الموازنة العامة إلى موازنات بعض الوزارات.

قبول بعض الهبات لصالح بعض الوزارات.

هل أخطر من هكذا قرارات؟

ألا تستحق الساعات التسع لجلسة مجلس الوزراء؟

***

المهم، الملفَّات كثيرةٌ فيما بعض السادة الوزراء منشغلٌ بإقرار قبول الهِبات، أما البنود الإستراتيجية فتنتظر ظروفاً استراتيجية لبتِّها وهي لم تتوافر حتى الآن.

***

بهذا المعنى فإنَّه إن لم تتوافر هذه الظروف فإنَّ الإستحقاق الأقرب، وهو جلسة إنتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية، سيكون موعداً من دون نتيجة، فلا مفاجآت ولا معجزات، فكلُّ ما سيحصل هو أنَّ مجلس الوزراء سيوافق على إقرار قانون التمديد قبل خمسة أيام من إنتهاء الولاية وسيكون بصيغة المعجَّل المكرَّر، أما في حال امتناع بعض الوزراء عن توقيعه فعندها يُصبح مع إنتهاء مهلة الأيام الخمسة.

هكذا تكون كلُّ همروجة الإنتخابات النيابية قد ولَّت إلى غير رجعة، ليحظى السادة النواب بالتمديد الثاني الذي يُكمِل التمديد الأول ويكون النواب قد ربحوا ولايتين كاملتين من دون انقطاع.

لكنَّ التمديد للنواب يعني تمديداً للأزمة وتأجيلاً للحلول والمعالجات وربما قفزاً فوقها، إذْ أين إنتخاب رئيس الجمهورية في كلِّ هذه المعمعة؟

***

وزير الداخلية نهاد المشنوق وضع يده على جرح هذه القضية فأضاء عليها في برنامج كلام الناس مع الأستاذ مرسال غانم، بإعلانه أنَّ إنتخاب رئيس الجمهورية يعني وجود مناخٍ توافقيّ دولي. هكذا يكون الوزير المشنوق قد وضع حدّاً لكلِّ جدلٍ لا طائل منه حول أن الإنتخابات طبخة داخلية تنضج بمجرَّد التوافق عليها بين الأطراف الداخلية، فهي لم تكن هكذا يوماً، ولن تكون.

***

إذاً، في الإنتظار، ستبقى الحركة قائمةً إلى حين إنضاج الحلول الخارجية، وفي هذا الإطار هناك حركة لبنانية – فرنسية لافتة تتمثَّل في اللقاء الذي سيُعقَد الثلاثاء المقبل في الأليزيه بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس سعد الحريري، علماً أنَّ فرنسا منهمكةٌ هذه الأيام بحرب التحالف الدولي على تنظيم داعش وجبهة النصرة، وقد يكون اللقاء مناسبةً لإعادة تفعيل ملف الأسلحة الفرنسية إلى الجيش اللبناني.

***

إنَّها محطاتٌ إنتظارية، لأنَّ الأنظار إلى المنطقة وليس إلى لبنان، ويبدو أنَّ هذه المرحلة، وللأسف، ليست قصيرة.