IMLebanon

العالم يقتل الشعب السوري

 

 

يوم السبت الماضي قرأنا في الصحف مانشيت تقول إنّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مستعد لضرب العاصمة دمشق ولو بمبادرة فرنسية فردية!

 

والبارحة كشفت روسيا أنّ أميركا تحضّر لشن حرب على سوريا وأنّ الطائرات الأميركية على حاملات الطائرات في الأسطول الأميركي المنتشر في البحر المتوسط والقوات الأميركية الموجودة في سوريا وفي تركيا تستعد لشن هجمات على العاصمة دمشق.

 

هناك “نكتة” مشهورة لأبو العبد مفادها أنّ أبو العبد القبضاي، الشعبي المشهور، كان يحمل مسدسين على خاصرتيه وفي أحد الأيام اعتدى رجل على زوجته ام العبد… فسُئِل أبو العبد لماذا لم تستخدم المسدسين اللذين تحملهما؟

 

فأجاب: “مخليهن لوقت الحشرة”.

 

لا نروي هذه “النكتة” من أجل الاستخفاف بما أعلنته فرنسا وهي الدولة الأكثر جدية، خصوصا أنّ رئيسها الشاب ايمانويل ماكرون يبدو رجلاً جدياً، فقد صرّح رئيس الأركان الفرنسي الجنرال فرنسوا لوكوانتر أنّ باريس قادرة على أن تضرب بشكل منفرد في سوريا إذا تم تجاوز “الخط الأحمر” الذي حدّده الرئيس أي الاستخدام المؤكد للأسلحة الكيمياوية.

 

ونود أن نذكّر بأنه بعد مضي سنتين على الثورة السورية، استعملت قوات النظام المجرم غاز الكلور وسواه من الأسلحة الكيميائية ضد المواطنين الآمنين في منطقة الغوطة أي في المكان الذي تدور فيه الحرب الطاحنة من قصف بالطائرات الروسية والمدفعية والبراميل المتفجرة، وتقوم قوات النظام المجرم مع الميليشيات الشيعية السورية المستحدثة من قِبَل النظام الايراني ومعها القوات الشيعية العراقية وقوات الحشد الشعبي بحرب طاحنة على الشعب السوري المظلوم المسكين، فتقتل الشيوخ والأطفال بشكل إجرامي وتستعمل الغاز السام كما أكدت مصادر تابعة للأمم المتحدة… وبالرغم من هذا كله يقف العالم متفرّجاً إلاّ من تصريح من هنا وتصريح من هناك… فيما الشعب السوري يُقتل على مدار الساعة.

 

هذا ما يجري في الغوطة التي تفيد التقارير أنّ هذه المنطقة يعيش فيها الآن أكثر من 500 ألف مواطن سوري يعانون جميع أنواع الحرمان حتى من الحد الأدنى من مقوّمات العيش… أي لا يوجد ماء ولا مواد غذائية بما فيها حليب للأطفال، ولا أدوية ولا حتى مسكنات للأوجاع… والعالم يتفرّج!

 

أما بالنسبة لعفرين فإن مأساتها أنها توجد فيها أكثرية كردية وطبعاً فإنّ تركيا التي باعت مدينة حلب للنظام المجرم اتفقت معه على أن تقتل الشعب السوري الكردي في عفرين…

 

طبعاً، النظام المجرم أبرم هذا الاتفاق مع تركيا بالاتفاق مع أميركا وإيران وروسيا، فقد اتفقوا جميعاً على أن تبيد تركيا الشعب السوري الكردي تحت شعار عدم السماح للأكراد بإقامة منطقة كردية على الحدود مع تركيا والتي يمكن أن يكون لها امتداد مع شبه الدولة الكردية في كردستان التي تحاول الإنفصال عن الدولة العراقية.

 

الجميع يحارب الشعب السوري المظلوم والمسكين ولا أحد يدافع عنه خصوصا أنّ النظام المجرم الذي فعل كل شيء باع الوطن الى إيران وروسيا وأميركا وتركيا… فقط مقابل أن يبقى الرئيس القوي طبعاً “قوي” جداً على كرسي الرئاسة!

 

بئس هذه الأمة وبئس هكذا حكام مجرمون سفلة سيكون مصيرهم بإذن الله أسوأ من مصير صدّام حسين ومعمّر القذافي.

 

كلمة أخيرة: لا نريد أن نبث الذعر والخوف عند المواطنين اللبنانيين والسوريين ولكن التغيرات التي تحدث في أميركا وتصرفات النظام الايراني قد تدفع بالمنطقة الى حرب نتمنى أن لا تحدث لأنّ مَن سيدفع ثمنها هما الشعب اللبناني والشعب السوري وإيران ستتفرّج.

 

 

 

عوني الكعكي