IMLebanon

العالم يصفع ترامب  

 

القرار الذي اتخذته الجمعية العمومية للأمم المتحدة بالأغلبية حول رفض قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل السفارة الاميركية الى القدس جاء ليؤكد صفاقة هذا الرئيس، الذي لا يحترم العالم، ومن مبدأ القوة يعتبر نفسه فوق القرارات الدولية وفوق إرادة العالم.

 

ماذا يعني رفض الرئيس الاميركي الإذعان لإرادة العالم؟

مع أنّ رؤساء بريطانيا وفرنسا وروسيا رفضوا القرار، وهذه رسالة صريحة وواضحة للرئيس الأميركي لكي يعيد النظر في قراره، وفي الحد الأدنى إستجابة واحتراماً لقرار دولي.

على كل حال، فإن مشكلة الرئيس الأميركي أنه غير متزن لأنّ هناك إجماعاً على أنّ تصرّفات دونالد ترامب غير طبيعية، وتصريحاته المتناقضة تؤكد على أنه على استعداد لأن يأخذ القرار ويأخذ نقيضه خلال دقائق، والسبب الحقيقي لهذا القرار يبدو أنه جاء إكراماً لصهره جاريد كوشنر زوج ابنته.

على كل حال، “مجنون يحكي وعاقل يسمع”، هذه هي أميركا التي لا تفكر بعقلها بل بعضلاتها، إذ انّ أي قرار يتخذ ينطلق من مبدأ القوة.

العجيب الغريب هو التهديد الذي أطلقه ترامب ومفاده أنه سوف يمنع المساعدات التي تقدمها أميركا الى بعض الدول، والمشكلة أنّ هذه المساعدات في معظمها عسكرية، بمعنى أنّ الأرقام التي أعلنوا عنها تمثل 10% من المعلن، على سبيل المثال يقولون إنّهم سيقدمون للدولة اللبنانية، وتحديداً للجيش اللبناني، مساعدة بـ120 مليون دولار والمساعدات كما أعلن عسكرية، يعني نسبة 10% من القيمة المعلنة.

إنّ القدس لها قداسة إسلامية ومسيحية، وإنّ العالم الإسلامي الذي يمثل ثلث سكان العالم يرفض تحت أي ظرف هذا القرار، كذلك الامر بالنسبة الى المسيحيين.

ونلفت الى أنّ الرفض جاء من قِبَل وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل الذي تحدّث عن فتح سفارة لبنانية في القدس، إضافة الى أنّ كنيسة القيامة تعني للمسيحيين الكثير ولها قدسية، والقرار يعني وضع الأقصى وكنيسة القيامة تحت الإدارة الصهيونية، وهذا تحد كبير لكل المسلمين والمسيحيين في العالم.

كذلك رفض الرئيس التركي أردوغان القرار عبر وزير خارجيته جاويش أوغلو الذي اعتبر أنّ الفلسطينيين ليسوا وحدهم… وما نتيجة التصويت شبه الإجماعي على قرار ضد قرار ترامب إلاّ تأكيد على رفض العالم هذا القرار، فقد صوّتت 128 دولة لصالح قرار يدين قرار ترامب وعارضت 9 دول القرار، وامتنعت 33 دولة عن التصويت.

إذاً، العالم مجتمعاً بغالبيته ضد قرار ترامب مهما كان تهويل مندوبة الولايات المتحدة الأميركية نيكي هايلي للرافضين..

فماذا تقدّم أميركا؟.. وماذا ستمنع؟

عوني الكعكي