IMLebanon

من الأسوأ… الروسي أو الأميركي؟  

 

يتهم الأميركيون الروس بأنهم «يولعونها» في سوريا ثم يطفئونها ومن ثم يعيدون إشعال نيران هذه الحرب إن في الغوطة أو في أي مكان سوري آخر… وكان سبق للروسي أن وجّه اتهاماً مماثلاً للأميركي.

 

وبالنسبة الى الدور الروسي فمَن يصدّق أنّ روسيا غير قادرة على إيقاف القتال في سوريا؟ على كل حال تاريخ موسكو مع العرب سيّىء عموماً… ولو عدنا الى الموقف الروسي في حرب 1967 لازددنا اقتناعاً بالمواقف الروسية (السوڤياتية آنذاك) التي لا تحتاج سلبيتها الى شرح كبير.

ولا يفوتنا أن نذكر أيضاً السماح لليهود الروس بالمجيء الى إسرائيل بأعداد كبيرة في وقت لم يكن اليهود يأتون من البلدان الأخرى إلاّ بالقطارة… فتدفق اليهود الروس بأعداد كبيرة، وكان ذلك مدخلاً لوضع ديموغرافي خطر مستجد في فلسطين المحتلة على حساب شعبها الأصلي من العرب.

ويقتضي الإنصاف القول إنّه في تاريخ روسيا مع العرب يسجّل لـ»أندروبوڤ» أنّه قدّم السلاح الى بلدان عربية.

ومرة ثانية زوّد الروس (السوڤيات) بلداناً عربية بصواريخ من طراز «سام 6» المضادة للطائرات، بعدما كانت إسرائيل قد تفوّقت في حرب 1967 بواسطة طيرانها، وبالذات طائرات «الميراج» فرنسية الصنع التي كانت أهم المقاتلات الجوية في أيامها.

وفي حرب 1982 العدوانية التي انتهت باجتياح إسرائيل لبنان حتى العاصمة بيروت، برزت أزمة الصواريخ السوڤياتية التي كان السوريون قد نصبوها في منطقة البقاع (ورافق استخدام اثنين منها نتائج مخيّبة)، وأصرّت إسرائيل على إزالتها، فأوفدت واشنطن اللبناني الأصل فيليب حبيب وانتهت مهمته بتفكيك تلك الصواريخ ما أفسح في المجال (ولا يزال حتى اليوم) أمام الطيران الاسرائيلي ليصول ويجول في أجواء لبنان ولاحقاً في الأجواء السورية كما نعرف في هذه المرحلة.

ونعود الى منطلق هذا الكلام، فمن المعلوم اليوم أنّ لروسيا في سوريا 50000 عسكري روسي، وآلاف ممَن يسمّون بـ»المرتزقة»، وهناك قاعدتان لموسكو على الأراضي السورية: قاعدة حميميم الجوية وفيها مئات الطائرات المقاتلة، وقاعدة طرطوس البحرية وفيها البوارج وعلى تواصل مع الغواصات… ومع ذلك هل يصح القول إنّ الروس غير قادرين على إيقاف الحرب؟!.

أصلاً، أين كان النظام ومصيره قبل مجيء الروس الى سوريا وانخراطهم في حربها؟ ألم يكن على شفير الإنهيار؟!.

ويأتونك بالكذبة الكبرى: الطيران السوري هو الذي يقصف الغوطة… والواقع أنّ القاصف هو الروسي، والمقصوف هو الشعب السوري.

والحقيقة أنّ الروسي قادرٌ على إيقاف الحرب السورية، ولكنه لن يقدم على هذه الخطوة، لأنه لم يكمل، بعد، عقد كامل صفقات الأسلحة التي كانت أحد أبرز العوامل وراء قراره بالإنخراط في الحرب السورية.

عوني الكعكي