يتوجه الناخبون الاميركيون الثلثاء المقبل الى مراكز الاقتراع لانتخاب جميع اعضاء مجلس النواب، وثلث أعضاء مجلس الشيوخ وثلث حكام الولايات. كل المؤشرات تبين ان مجلس النواب سوف يبقى في ايدي الجمهوريين، وثمة احتمال كبير أن يستعيد الجمهوريون السيطرة على مجلس الشيوخ للسنتين الاخيرتين من ولاية الرئيس اوباما، مع ما يحمله ذلك من مضاعفات كبيرة على برامجه وسياساته الداخلية والخارجية. وليس سراً ان بعض الجمهوريين سوف يتلذذ بتعذيب أوباما سياسياً في الجزء الاخير من ولايته، وحرمانه تحديد تركته السياسية.
المفارقة هي ان الشعبية المتدنية لاوباما، دفعت عدداً كبيراً من المرشحين الديموقراطيين للبقاء بعيداً منه وعدم الظهور معه في النشاطات الانتخابية كي لا يحرجهم. وتعني سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ، أن الكونغرس بمجلسيه الجمهوريين سوف يعمق الشلل السياسي في واشنطن بين الحزبين والذي يزداد سوءاً منذ استعاد الجمهوريون السيطرة على مجلس النواب قبل أربع سنوات.
سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ ستتيح لعدد من أقسى خصوم أوباما السيطرة على لجانه المهمة، وبينهم السناتور جون ماكين الذي من المتوقع في هذه الحال ان يرأس لجنة القوات المسلحة، الامر الذي يعطيه صلاحية استدعاء وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان المشتركة وغيرهما من المسؤولين للمثول أمامه في جلسات استماع يمكن ان تتحول مسارح عبثية. وبما ان مجلس الشيوخ هو الذي يصادق على تعيين المسؤولين البارزين والسفراء والقضاة، سيضع الجمهوريون عقبات اضافية في وجه المرشحين الذين يقترحهم الرئيس.
التحديات التي سيفرضها الجمهوريون على السياسات الشرق الأوسطية لأوباما اذا سيطروا على مجلس الشيوخ تشمل وضع عقبات جديدة في وجه أي اتفاق نووي مع ايران اذا لم يشمل الوقف الكامل لعمليات تخصيب الأورانيوم، والاصرار على تشديد العقوبات أكثر على ايران اذا تعذر الاتفاق.
ومن المتوقع ان يضع مجلس الشيوخ الجمهوري سياسة اوباما حيال سوريا والعراق تحت المجهر، ذلك أن ثمة معارضة متزايدة للغارات الجوية على “داعش” واعتبارها غير كافية اذا لم يصاحبها استخدام محدود للقوات البرية، وتحديد القوات الخاصة. وسوف نرى الجمهوريين يطالبون بالتعجيل في تسليح المعارضة السورية وتدريبها، ومحاسبة حكومة أوباما على أدائها المحدود في التصدي لخطر داعش.
الجمهوريون سوف يحاولون ابقاء قوة أميركية في افغانستان لضمان عدم وقوعها مرة أخرى في ايدي حركة “طالبان”. وسوف يدعون الى تسليح أوكرانيا للتصدي للاعتداءات الروسية. داخلياً، سوف يجدد الجمهوريون ضغوطهم على أوباما لتوسيع عمليات التنقيب عن النفط والغاز، وبناء خط الانابيب من كندا الى خليج المكسيك لتحقيق الاكتفاء الذاتي بانتاج الطاقة وتقليص الاعتماد على مصادر الطاقة الخارجية.