جاءت زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الى الولايات المتحدة الأميركية ولقاؤه الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي منذ وصوله الى البيت الابيض لا يزال العالم يتخبّط يميناً وشمالاً لأنّ عهداً جديداً بدأ ويختلف اختلافاً كلياً عن عهد أوباما… جاءت هذه الزيارة لتكتسب أهمية قصوى خصوصاً وأنّ ترامب قدّمها 48 ساعة وهي التي كانت مقررة غداً الجمعة.
على سبيل المثال لا الحصر: للمرة الأولى في تاريخ أميركا يصدر قرار بمنع رعايا ست دول من الدخول الى أميركا، بالرغم مما قد يشوب هذا القرار من إجحاف بحق الكثيرين: «لا تزر وازرة وزر أخرى».
لكن المبدأ الذي انطلق منه ترامب وهو ما أشار إليه ولي ولي العهد هو أنّ هذه الدول تصدّر الإرهاب الى العالم.
لا نتفق مع الرئيس ترامب على تعريف الإرهاب ولنا في موضوع الارهاب رؤية مختلفة كلياً…
وبالمناسبة نرى أنّ سبب الإرهاب إسرائيل المزروعة عنوةً في المنطقة على حساب فلسطين أرضاً وشعباً.
نعود الى الموضوع الأساس: أهم ما في اللقاء موضوع إيران… لقد حصلت طهران على فرصة تاريخية لا يمكن أنْ تتكرّر، استمرت الفرصة عشر سنوات: سلموها العراق، وسلموها سوريا، عشر سنوات مفاوضة حول الملف النووي، سلموها اليمن… هذه هدايا مجانية قدّمها الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما الى إيران.
الى ذلك، أن يستقبل ترامب ولي ولي العهد السعودي في هذا الظروف المعلومة، ويكسر البروتوكول فيتناول الطعام واياه… فهذا مؤشر على عودة العلاقات الى طبيعتها بعد مرحلة سيّئة جداً في عهد أوباما لم تعرف علاقة البلدين مثلها سوءًا على امتداد نحو قرن من الزمن.
لا شك في أنّ العلاقات الاقتصادية بين البلدين ترقى الى تاريخ عريق، وهذا ليس جديداً… إنما هو معروف ومدوّن في التاريخ الحديث، وما تم التوصّل إليه من اتفاقات بين البلدين من خلال زيارة الامير محمد بن سلمان، هو استعادة لتلك العلاقات التاريخية.
لن نغوص في التفاصيل، إنما لا يمكن تجاهل مرحلة أوباما وانعكاسها السيّىء على مناطق عديدة في العالم، خصوصاً على العلاقات السعودية – الاميركية.
عوني الكعكي