IMLebanon

«يديعوت» : تطمينات اسرائيلية لايران وحزب الله

من مقره السري يدعو رئيس الحكومة الاسرائيلية، المجلس الوزاري المصغر للانعقاد، لبحث اعلان الحرب في عقب تعرض اسرائيل لقصف صاروخي من سوريا ولبنان على قطاع غزة وسيناء في آن واحد. هكذا تدخل اسرائيل اجواء التوتر العسكري لمدة خمسة ايام، مع اطلاق تدريبات «نقطة تحول 15».

سيناريو استبقته القيادتان السياسية والعسكرية الاسرائيلية، بتوجيه تهديدات وتحذيرات على مدار الاسبوع الماضي، انضم اليها الرئيس الاسرائيلي، ورئيس وزرائه الذي اعتبر خلال لقائه المشترك مع وزير الخارجية الالماني ان طهران تزود حلفاءها في المنطقة من حماس الى حزب الله بالعتاد والسلاح، لقلب التوازنات في مواجهة الدولة العبرية، وصولا الى وزير الدفاع وقائد سلاح الجو الذي رأى، في مؤتمر امني شارك فيه، ان حزب الله يشكل التحدي الاكبر امام اسرائيل، فعلى الجيش الاستعداد والجهوزية لمواجهة اي تطور.

غير ان اللافت رغم ذلك وخلافا لما درجت عليه العادة، اختيار تل ابيب ارسال اشارات طمأنة الى كل من طهران وحارة حريك، عشية انطلاق المناورة، في ظل التوتر الذي تعيشه المنطقة، عبر الطرف الروسي، حيث كشفت تقارير دبلوماسية عن زيارة سرية لرئيس الوزراء الاسرائيلي الى موسكو بحث خلالها مسألة تسليم ايران منظومة صواريخ اس. 300، والتطورات المتسارعة في دول الطوق، مؤكدا لمضيفه ان اسرائيل لا تعتزم القيام باي تحركات عدائيا حاليا، مدرجا ما تقوم به في الاطار الدفاعي.

المعلق العسكري لموقع «يديعوت احرونوت» الالكتروني رون بن يشاي اشار إلى أن إسرائيل بعثت في الأيام الأخيرة برسائل طمأنة إلى كل من حزب الله وإيران، وأن الهدف من هذه الرسائل منع حدوث سوء تقدير لنياتها، على خلفية الملاحظات الغربية مؤخرا حول «عصبية» مواقف كل من طهران والحزب، منبعها تقديرات بأن تل أبيب قد تستغل الوضع في سوريا ولبنان «لضرب عصفورين بحجر واحد»، عرقلة توقيع الاتفاق النووي مع إيران، من جهة، وازالة خطر عشرات آلاف صواريخ حزب الله، من جهة ثانية. مخاوف رفع من منسوبها بدء تمرين عسكري كبير على مستوى رئاسة هيئة الأركان العامة بحسب التقارير الاسرائيلية، يستمر للمدة نفسها، قواتها الجوية والبحرية والبرية كافة، وفق خطة مواجهة عسكرية واسعة على الجبهة الشمالية، يحاكي مختلف السيناريوهات، بينها التسلل عبر البحر والبر واختراق طائرات من دون طيار الاجواء الاسرائيلية.

وكانت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قد أعلنت عن انطلاق مناورتها السنوية، لاختبار مدى جاهزية الجبهة الداخلية لمواجهة الأخطار المحتملة، بعدما قادت اعتبارات متعلقة بالموازنة إلى إلغاء هذه المناورة العام الماضي. وقالت مصادر في قيادة الجبهة الداخلية نقلاً عن التقارير الاسرائيلية، إن السيناريوهات الموضوعة ترمي إلى وضع تحديات أمام أجهزة الأمن المختلفة بغرض توفير الرد لها، مع إطلاق صواريخ من لبنان وقطاع غزة في وقت واحد وإصابة منشآت استراتيجية إسرائيلية مثل الموانئ والمطارات ومحطات توليد كهرباء وشبكات مياه.

وحسب الصحف الإسرائيلية، فإن خطة المناورة هذه المرة ترتكز على وقوع حرب على ثلاث جبهات، في الشمال والجنوب دفعة واحدة: سوريا ولبنان وقطاع غزة. وخلافاً لحرب لبنان الثانية، بل وحرب «الجرف الصامد» حيث جاء الخطر من جبهة واحدة، فإن الخطر سيأتي وفق السيناريو من الجبهات الثلاث، مع سقوط صواريخ «الكاتيوشا» و«رعد» و «فجر» و «زلزال»، إضافةً إلى «فاتح 110»، و«أم 600» و«سكود» و«ياخونت»، والتي قد تطلق بمعدل الف صاروخ يوميا تجاه أي مدينة اسرائيلية، ما يستدعي اعداد الجبهة الداخلية لاي معارك مستقبلية بعدما تبين انها تحولت الى خط مواجهة ينبغي تأمينه، بحسب ما اكد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، فيما قال الناطق باسم الجيش ان المناورة ليس لها اي علاقة بالتطورات الحاصلة في الشرق الاوسط، وقد تم الاعداد لها مسبقا وهي جزء من برنامج التدريبات للعام 2015، وهي تجرى سنوياً كجزء من عملية استخلاص العبر التي تم استخلاصها بعد عدوان تموز عام 2006.

تشكل مناورات «نقطة التحول»، دليلا جديدا على فشل تل ابيب في منع تعاظم القدرة العسكرية لدى اعدائها، كما على عدم قدرتها على تأمين رد عسكري فاعل خلال الحرب لمنع الاعداء من تفعيل ما لديهم من وسائل قتالية وقدرات عسكرية، حيث تبقى اسرائيل غير جاهزة، الى الان، على خوض حرب جديدة، تمكّنها من تدارك وتجاوز ما بينته تقارير لجان التحقيق في حربي تموز 2006 والجرف الصامد من عيوب وثغر، رغم ان قدرات العدو اختلفت كما ونوعا وقدرة، وسط فشل كل الحملات الاعلامية والحرب النفسية التي جرى تفعيلها في الفترات السابقة.