Site icon IMLebanon

ثلاثة أهداف رئيسيّة لتصعيد المحور من اليمن والعراق ولبنان: من “إسرائيل” الى أميركا 

 

 

الرسالة اليمنية التي أرسلها الحوثيون الى “الإسرائيليين” في وسط “تل أبيب”، لم تكن بحجم الانفجار أو عدد القتلى والجرحى فيه، كما أنها لم تكن رسالة يمنية خالصة، بل هي رسالة من محور المقاومة الى أميركا ومن خلفها “اسرائيل”، فمجرد وصول المسيّرة الى عاصمة الكيان وصلت الرسالة، وهي رسالة تصعيد تسبق زيارة بنيامين نتانياهو الى أميركا.

 

لم يكن التصعيد من جبهة اليمن وحسب، بل كان لافتاً بحسب مصادر متابعة استهداف قاعدة “عين الأسد” الأميركية في محافظة الأنبار غربي العراق بواسطة طائرتين مسيرتين يوم الأربعاء الماضي، مشيرة الى أن عودة العمل العسكري لفصائل المقاومة في العراق، يشكل رسالة إيرانية واضحة الى الاميركيين.

 

يعد الهجوم على قاعدة “عين الأسد” الهجوم الأول منذ أشهر على القوات الأميركية في العراق، بعد توقف الهجمات في شهر شباط الماضي، إثر الهجوم الكبير الذي تسبب بمقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن، وهذا أيضاً بحسب المصادر رسالة بالغة الاهمية من المحور لمن يعنيهم الامر في أميركا و”اسرائيل” على أبواب زيارة نتانياهو الى أميركا، ووضع الحزب الديموقراطي الصعب في الانتخابات الرئاسية، واحتمال نجاح نتانياهو بتمديد الحرب حتى العام المقبل.

 

بحسب المصادر فإنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال فصل تصعيد فصائل المقاومة في المنطقة، عن ذلك التصعيد الذي تقوم به “إسرائيل” في المرحلة الراهنة، وتهرّب نتانياهو من مفاوضات وقف الحرب، خصوصاً أن الجميع يترقب نتائج زيارته إلى الولايات المتحدة، حيث القلق من إمكانية أن يبادر إلى خطوة تصعيدية بعد هذه الزيارة، خصوصاً إذا حصل على غطاء أميركي لذلك، أو حتى على شبه موافقة أميركية على تصعيد ما في لبنان.

 

من حيث المبدأ، الأنظار تتجه بشكل أساسي إلى جبهة جنوب لبنان، حيث التقديرات بأن أي تصعيد “إسرائيلي” كبير من المفترض أن يكون على هذه الجبهة، وهو ما يدفع تلك الفصائل إلى تصعيد يسبق هذه الزيارة، بهدف إرسال مجموعة من الرسائل إلى “تل أبيب”، تبدأ من تأكيد حزب الله الإستعداد لكافة الإحتمالات، ولا تنتهي عند تصعيد فصائل أخرى، بهدف التشديد على أنها لن تبقى على الحياد، بل تشمل أيضاً الرسائل العالية السقف التي تبعث بها طهران.

 

من هنا، تقرأ المصادر الأيام الفاصلة عن زيارة رئيس حكومة العدو الى اميركا على أنها أيام تصعيد، مشابه لذلك الذي حصل ليل الخميس جنوب لبنان، ورد المقاومة باستهداف مستعمرة جديدة يوم أمس بصواريخ الكاتيوشا، واستخدام صاروخ جديد ثقيل هو صاروخ وابل وهو محلي الصنع، مشيرة الى أن التصعيد لن يصل الى تخطي الحدود المرسومة للحرب، لكنه سيكون مشهوداً.

 

وترى المصادر أن نتانياهو سيستمر في حركة التفاوض القائمة اليوم لوقف اطلاق النار في غزة، ولكنه سيسعى الى تضييع الوقت خلال الأيام المقبلة التي تفصله عن زيارة اميركا، وبالتالي فإن المحور قرر التصعيد لاجل ثلاثة أهداف:

 

– الأول: وضع المزيد من الضغوط على “الاسرائيليين”، لدفعهم للقبول بشروط الفلسطينيين على طاولة التفاوض، خاصة أن أطراف المحور تعتبر أن الوضع “الاسرائيلي” الداخلي بات صعباً للغاية، وأن المزيد من الضغوط قد يؤدي الى نتيجة.

 

– الثاني : رسالة الى الاميركيين بأن منح نتانياهو ما يُريد سيعني تهديد مصالحهم وتوسع الحرب.

 

– الثالث : أن المحور سيتحرك بكامله بحال قرر “الاسرائيليون” شنّ حرب على لبنان.