«أنت صغيرة وبكير عليك المعارك الشرسة. ستنكسرين كزهرة في عاصفة عمياء». هذا ما قاله لها رفاق رندلى جبور عندما أعلمتهم بقرارها الترشح للمجلس السياسي في «التيار الوطني الحر».
ابنة عمّيق، في البقاع الغربي، تدخل العقد الثالث من عمرها، لكن ملامح وجهها الطفولي تتكفل بإعادتها الى بداية العشرين. تقدّمت بترشحها في اليوم الأخير لقبول الطلبات. قرار ترشحها صدر، على ما تقول «من قبل شباب البقاع الغربي الذين آمنوا بأن مواصفاتي الحزبية والسياسية هي الأنسب لإيصال صوت البقاع الى التيار وصوت التيار الى كل لبنان». منسق قضاء البقاع الغربي السابق شربل مارون أدار ماكينة رندلى الانتخابية التي ضمّت 3 شابات و3 شبان.. وانطلق مشوار ترتيب اللقاءات والتواصل مع القاعدة البرتقالية في مختلف الأقضية واللجان قبل أسبوع فقط من يوم الانتخابات. لكن يبدو أن السنوات الـ14 التي أمضتها «الإعلامية الناشطة» في الكنف العوني جعلتها تزرع الكثير مما حصدته في انتخابات المجلس السياسي.
تقول رندلى إنها ترشحت لثلاثة اعتبارات: أولها أنها امرأة «والعماد عون لطالما يدعو المرأة الى المبادرة. وهذا ما فعلته». وتتابع: «أطمح الى ادخال النفس الشبابي في عملنا الحزبي ومهنتي كصحافية تساعدني في ايصال رسالتنا الحزبية بشكل صائب. لقد آمنت بأن التيار ليس حزباً تقليدياً، وفوزي أثبت لي بأن العصامي لا بدّ أن يصل في النهاية».
رندلى اليوم هي العضو النسائي الثاني في المجلس السياسي البرتقالي الى جانب ميراي عون الهاشم. لا مجال لمقارنة مسار الوصول بينهما. يقول عونيون: «التيار يقدّم لك فرصة الوصول من دون أن ترتكز على إرث إذ عليك أن تثابر فقط». البذور العونية تفتحت لدى رندلى منذ مقاعد الدراسة ومنها الى الجامعة فالإعلام. درست الصحافة المكتوبة في الجامعة اللبنانية. وشاركت في تحركات التيار منذ العام 2002 على الأرض وفي الجامعة ولجنة الإعلام المركزية. كما تولّت مسؤولية إعلام التيار في قضاء البقاع الغربي وفي لجنتَيْ الانتخابات المركزية والانتشار.
محبّو رندلى يرون أنها خليط من «نضج امراة ونقاء طفلة». وفي مهنة المتاعب، تعمل كمراسلة ومذيعة ومُعِدّة برنامج «حكي بلدي» في إذاعة صوت المدى وأستاذة جامعية منذ العام 2009 في الجامعة اللبنانية الدولية وجامعة العلوم والآداب اللبنانية. كصحافية وحزبية رافقت العماد ميشال عون في اثنتين من زياراته الخارجية الشائكة: سوريا وإيران. ومؤخراً أصدرت روايتها الأولى بعنوان «أيلا» وفازت بالجائزة الأولى للمطالعة في اليونيسكو.
ثلاث رسائل توجّهها رندلى: «الى الجنرال أقول له بأنني لن أخذلك. وإلى رئيس التيار أؤكد بأنني سأكون مفيدة وخلاقة. والى البرتقاليين أتعهّد بالتواصل الدائم والعمل معاً». وتختم: «فوزي هو أول خطوة لي على طريق العمل السياسي والشأن العام لمصلحة لبنان وإذا لم يكن كذلك فلا معنى له».