Site icon IMLebanon

اللوبي الصهيوني يريد إسقاط ترامب

من اللحظة الأولى التي أعلن فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب انه يريد أن تقام في فلسطين دولتان، دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية، بدأت الإنتقادات تنهال عليه ومحاولة فتح الملفات لكي يهددوه بإقالته.

إنطلقت الأمور حيث بدأت، هناك اتهامات بأنّ الروس قد تدخلوا في الانتخابات الأميركية وكانوا السبب في نجاحه.

فعلاً كلام سخيف واتهامات فارغة لأنهم فقط يريدون الإنتقام منه لأنه قال ما لم يتجرّأ أي رئيس أميركي أو أي مسؤول أميركي أن يقوله.

نعود الى الإتهام ولنفترض أنّ الروس يرغبون في إنجاح مرشح لرئاسة الولايات المتحدة فما هي أهمية هذه الرغبة وكيف يمكن أن تتحقق؟ وهل أصبحت أميركا دولة صغيرة أو أنّ هناك انقلاباً عسكرياً؟ أو أنّ أميركا أصبحت دولة من دول أفريقيا، أو دولة من دول العالم الثالث؟!

كفى هرطقة وكفى كذباً، ولكن المشكلة، وبسبب الإعلام المفتوح الذي ليس له حدود، وبسبب سيطرة اللوبي الصهيوني على القرار في أميركا، وسيطرته على البنوك والمرافق المالية، فإن هذا اللوبي يستطيع ان يفعل ما يشاء.

من ناحية ثانية، ما هذه التهمة أنّ ابن الرئيس دونالد ترامب (دونالد جونيور) قد اجتمع مع محامية روسية واستمع إليها وأنه يحضّر لفضيحة ضد المرشحة للرئاسة الوزيرة هيلاري كلينتون وأنّ السيدة الروسية ستزوّده بالمعلومات.

هل يوجد أسخف من هذا الكلام؟! وعلى افتراض أنّ هناك فضيحة للمدام كلينتون فهل أصبحت المخابرات الروسية (KGB) أهم مخابرات في العالم؟ وعلى افتراض أنه اجتمع بها لكي يحصل على معلومات عن فضيحة ضد هيلاري كلينتون فأين المشكلة؟

لم يكتفِ اللوبي الصهيوني بالموضوع الروسي بل لجأ الى فضيحة جديدة إذ أنّ نائباً في مجلس النواب الاميركي تقدّم بطلب بعزل الرئيس دونالد ترامب من منصبه الرئاسي… واستند الى جملة ادعاءات.

نحن لا ندّعي أنّ الرئيس ترامب هو وحيد زمانه، وأنه رئيس استثنائي… الخ… ولكننا ندرك بداهةً، ومن خلال تجارب الآخرين مع أميركا، أنّ مثل هذه الحملات لا يمكن أن تنطلق مجاناً، بل انّ وراء الأكمة ما وراءها… ودائماً فتش عن اللوبي الصهيوني، وقد لا نبالغ إذا استذكرنا الرئيس الاميركي الراحل جون كنيدي (بالرغم من الفارق الكبير بين الشخصيتين الكنيدية والترامبية) لنقول إننا ما زلنا نعتقد بأنّ تبادل الرسائل بينه وبين الزعيم الراحل  جمال عبدالناصر شكّل (على ما نظن) أحد الأسباب التي أدّت الى اغتياله، خصوصاً وأنّ تلك الرسائل المتبادلة توصّلت الى شبه توحيد النظرة الى القضية الفلسطينية.

في أي حال، هذا شأنٌ أميركي داخلي لا نسمح لأنفسنا أن نتدخل فيه إلاّ بمقدار تأثير الولايات المتحدة الاميركية، هذه القوة العظمى، على العالم كلّه… بحيث يجد المليارات في هذا العالم أنفسهم معنيين بالحدث الاميركي.

عوني الكعكي