لا يبدو لي ان مسألة انتخاب رئيس للجمهورية واردة في أيامنا هذه. لم يسبق للبنان أن شهد مسرحية رئاسية يستمر عرضها سنوات دون خاتمة.
واللافت للانتباه أيضاً ان الناس لا تشاهد على هذا المسرح سوى ممثل واحد، تارة يجلس صامتاً وتارة يقف متكلماً، وبين الجلوس والوقوف، نسمع ونقرأ عبارة «أنا أو لا أحد».
لم نرَ في لبنان من قبل من لا يترشح علناً لمنصب الرئاسة، يكتفي من له الرغبة في نزول المعترك بالقيام بزيارة للقوى السياسية لإعلامها انه مرشح آملاً أن يأتيه الدعم من الخارج، سواء الإقليمي منه أو الدولي، فيعلن عندئذ على الملأ انه مرشح.
من المرشحين من يتكل على صداقاته الداخلية، ومنهم من يتكل على صلاته الخارجية. والكل يلجأ إلى الصحف ووسائل الإعلام الأخرى لإطلاق الوعود من هب ودب، ومِن المرشحين مَن يقبل الناس على المناداة به رئيساً لنجاحه في الحقل العام، كالمصرف المركزي مثلاً.
ليس من الحكمة ولا من المصلحة العامة أن يتمادى الفراغ في سدة الرئاسة، ولذلك فأنا أدعو السادة النواب إلى جلسة بتاريخ 31 من الشهر الحالي لا ينفضون منها إلا بعد انتخاب الرئيس. وهنا ادعو كتلة العماد ميشال عون وكتلة نواب «حزب الله» ان لا يمتنعوا عن الحضور.
فلبنان يمر اليوم في أزمة اقتصادية لم يشهدها من قبل وتنذر إذا ما استمرت بعواقب وخيمة لا ندري اين تأخذ معها لبنان.
الوطنية الحقة في مثل هذه الحالة أن يتعامل معها المسؤول بكل جدية ووعي وإدراك وغيرية. فالوطن له الأولوية على ما عداه من التيارات والعقائد والرجال. حفظ الله لبنان وأبعد عنه كل من يعتقد ان جلوسه على كرسي الرئاسة يخلص لبنان.
لبنان غني برجاله، بتاريخه، بحضارته ولا يحتاج إلى أي شاهد على ذلك.
نائب ووزير سابق.