IMLebanon

قلوبهم وسيوفهم مع فرنجيّة؟!

حتى أقرب المقرّبين منه يعترفون بانهم لا يعرفون المواقف التي سوف يعلنها العماد ميشال عون اليوم، في ذكرى 14 آذار 2005 يوم اجتاح الجيش السوري المناطق اللبنانية الحرّة، ودخل القصر الرئاسي في بعبدا ووزارة الدفاع في اليرزة واسقط حكومة العماد عون، ومعها مئات الشهداء والجرحى والمعتقلين من الجيش اللبناني والمدنيين الابرياء، لكن من المؤكد ان عون بعد 19 شهراً على شغور منصب الرئاسة الاولى، والشلل المتحكّم بالحكومة ومجلس النواب، والحالة البائسة التي يمرّ بها لبنان على مختلف الصعد، وتوزيع الادوار المتعمّد من قبل حلفائه لتمييع انتخاب رئيس اولاً، ومنع وصوله ثانياً الى قصر بعبدا، سيكون له، اغلب اظن، كلام مختلف عمّا سبق، لأن الاوضاع التي اصبحت واضحة، حتى من المواطن العادي، لا يمكن ان تغيب عن بال العماد عون، الاً اذا تعمّد هو ان تغيب لأسباب خاصة به، خصوصاً ان كلمته اليوم ستكون الاولى له، منذ لقاء معراب، واعلان رئىس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، تأييد ترشّح العماد لرئاسة الجمهورية.

بعد المصالحة التاريخية في معراب، التي جمعت اقوى حزبين مسيحيين على الساحة الوطنية، اصيبت الحالة السياسية اللبنانية بارباك شديد، خصوصاً لدى قوى 8 و14 آذار، وبرزت سريعاً حالة سياسية مختلفة، خلطت فيها اوراق التحالفات الثابتة والظرفية، وبدأت مواقف الافرقاء الباطنية، تظهر الى العلن، احياناً في شكل واضح وبارز، واحياناً بالتظاهر الموقت بانتظار ساعة الحقيقة. واذا كانت مواقف بعض كتل وشخصيات 14 آذار، لا تعني كثيراً العماد عون، لانها معروفة منه سلفاً، الا ان المهم بالنسبة اليه هو معرفة حقيقة مواقف حلفائه الذين اعلنوا منذ انتهاء ولاية الرئيس العماد ميشال سليمان، انهم وراء العماد عون في مسيرته الى قصر بعبدا، وان تأييدهم له محسوم في جميع الظروف، وهذا التأييد تردد مئات المرات في الصحافة والاذاعات والتلفزيونات وفي جميع وسائل الاعلام، واعطوه 54 صوتاً في اول اقتراع، مقابل 48 صوتاً للدكتور جعجع، وحلفاء عون، هم، حزب الله، حركة امل، الحزب السوري القومي، حزب البعث، وعدد قليل من المستقلين، بالاضافة طبعاً الى نواب تكتل التغيير والاصلاح ومن ضمنهم نواب تيار المردة.

اين هم اليوم حلفاء العماد عون؟؟ الرئيس نبيه بري ونواب كتلته، كشفوا عن رؤوسهم وعن تحالفهم مع تيار المستقبل، وكتلة النائب وليد جنبلاط لانتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، كما ان رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي السابق جبران عريجي كشف في لقاء تلفزيوني انهم اقرب الى فرنجية منهم الى عون، والنائب البعثي عاصم قانصو اعلن صراحة انه مع فرنجية، علماً بأن النائب البعثي الثاني هو عضو في تكتل الرئيس بري وملتزم بمواقفه، اما بخصوص النواب المستقلين وخصوصاً في طرابلس وزحلة، فالمعلومات تشير الى انهم يؤيدون باغلبيتهم النائب فرنجية، وبذلك لا يبقى من يؤيد العماد عون، على الاقل علناً، سوى حزب الله، الذي يكتفي باعلان التأييد والدعم، وما زال العماد عون متمسكاً بالصمت على غير عادته، وهو يراقب تخلّي الحلفاء عنه، وكان من الافضل له ولمصلحة المسيحيين ان يتحرر ممن كان يزعم انه حليف، ويتعاون مع الدكتور جعجع على تحقيق ما عجز عنه الزعماء المسيحيون منذ الاستقلال، وهو العمل على تحقيق مشروع يؤمّن للمسيحيين قدرة النهوض والصمود والثبات في هذه الايام الصعبة، من ضمن تحالف وتوافق وطنيين، ينقذ لبنان وشعبه، بعيداً من سياسة النكايات والتكاذب والشخصانية.

حلفاؤك عزيزي العماد عون، قلوبهم وسيوفهم مع فرنجية… والآتي قريب.