IMLebanon

نظريات آخر زمان

أطرف ما قرأت مقالة لأحد المنظرين السوبر مهم عنوانها إنجازات التدخل الوقائي في سوريا الذي حقق هدفين:

الهدف الأول: ردع إسرائيل.

والهدف الثاني: دفاع إستباقي ضد التكفيريين.

ردع إسرائيل

ولنبدأ بالهدف الأوّل… وعندنا أسئلة عدة نطرحها في هذا السياق:

أولاً- هل تدمير الجيش السوري هو ضد مصلحة إسرائيل؟

ثانياً- هل قتل المواطنين السوريين وقد تجاوزت أعداد القتلى الــ600 ألف، وتدمير البنى التحية، وتهديم نصف المدن السورية، وتهجير 11 مليون سوري(…) كل هذا إنجاز لردع إسرائيل؟

ثالثاً- أين كانت سوريا قبل الحرب الأهلية وأين أصبحت اليوم؟

ونسأل الذي يتحدث عن ردع إسرائيل: منذ العام 2006 وحتى اليوم أي عملية حصلت ضد إسرائيل إن كان الذي نفذها هو «حزب الله»، أو سوريا، أو «فيلق القدس» بقيادة قاسم سليماني؟

واستطراداً: كم عملية نفذتها إسرائيل منذ العام 2006 حتى اليوم ضدّ سوريا؟ فهل جاء أي رد غير الكلام الخشبي «نحن نحدد زمان ومكان الرد»؟!. وهي الاسطوانة التي يكررها النظام السوري من دون توقف، بينما بقيت إسرائيل تصول وتجول وفق ما يحلو لها في الأجواء السورية، وتنفذ عملياتها العدوانية داخل الأراضي السورية.

العملية الاستباقية ضد التكفيريين

أما الهدف الثاني وهو العملية الاستباقية ضد التكفيريين فيبدو أنّ الكاتب الفيلسوف المشار إليه في مطلع هذا الكلام لم يكن قد خلق بعد في العام 2011! وعليه لم تصله أخبار جيش النظام الذي أفرط في استخدام القوة والإجرام ضد الشعب السوري الأعزل.

كان المتظاهرون يطالبون بالحرية، بالإعلام الحر، بالانتخابات النزيهة، بالنظام الديموقراطي.

فهل هذه المطالب تكفيرية؟

وقبل بداية انطلاق الثورة وحتى الأشهر الستة الأولى على اندلاعها لم يكن هناك من تكفيريين… فلا «داعش»، ولا «النصرة»…

النظام ذاته هو الذي أنتج التكفيريين بإطلاقهم من سجونه وسجون حليفه نوري المالكي في العراق، بداية بهدف إطلاقهم ضدّ الجيش الاميركي الذي كان يحتل العراق.

أمّا «حزب الله» فهو ساعة يدافع عن المقدسات، وساعة «يستبق» العمليات التكفيرية، وطوراً يدافع عن الأمة ضد إسرائيل عبر قتل الشعب السوري، فهذا تخبّط يدل على أنّ الانخراط في الحرب السورية لم يقنع حتى المنخرطين أنفسهم.

ثم انّ «حزب الله» هجّر سكان المدن السورية وبالذات البلدات على الحدود اللبنانية – السورية… فهل هذا هو الهدف من الإنخراط في الحرب السورية؟ وهل هكذا تكون مقاومة إسرائيل وتكون الحرب ضد التكفيريين؟!.

قليلاً من الإحترام لعقول الناس.

عوني الكعكي