الرجل الذي صاغ الأمر التنفيذي للرئيس ترامب والمتعلق بمنع الهجرة من سبع دول اسلامية، هو ستيف بانون كبير مستشاري الرئيس الأميركي. وهو فعل ذلك دون تشاور مسبق مع الوزارات المعنية في ادارة ترامب نفسه، وهي وزارات العدل والدفاع والخارجية! وهذا يشير الى الأسلوب الجديد لسيد البيت الأبيض في ممارسة السلطة، بالاستماع الى نصيحة أهل الولاء وتقديمهم على أهل الثقة، وكأن الرئيس ترامب من النوع الذي لا يستمع إلاّ الى نفسه، ولو من خلال المقرّبين منه بين كبار المستشارين! وهذا هو النمط الذي كان يتبعه الرئيس جورج دبليو بوش الابن من اعارة أذنه فقط الى المحافظين الجدد الذين ورّطوه في حربين قاصمتين في افغانستان والعراق، ولا تزال الولايات المتحدة تعاني من آثارهما الكارثية الى يومنا هذا… فمن هي الجهة التي يدير ترامب أذنه لها؟
***
كبير مستشاري الرئيس ترامب وأقربهم الى قلبه وأذنه، هو ستيف بانون، الذي أنذر منذ توليه مسؤولياته في الادارة الجديدة، بأحداث مرعبة. وهو صاحب نظرية الحربين في عهد ترامب، احداهما آجلة مع الصين في مدى خمس أو عشر سنوات، وثانيتهما عاجلة في الشرق الأوسط ولا مثيل لها من قبل! وستيف بانون ايديولوجي يؤمن ب الحرب المقدسة ضد غير المسيحيين وضد غير البيض، وهو المايسترو المنظّر لمدرسة الأرض المحروقة! وفي اجتهاده الشخصي أن الحرب العاجلة في ادارة ترامب ستكون في الشرق الأوسط حصرا! وكل المؤشرات والتصريحات والمواقف الصادرة عن كبار المسؤولين في الادارة الجديدة تشير الى… ايران، والى الاسلام الارهابي خارج ايران!
… والدلائل كثيرة… بدأت طلائعها مع حملة ترامب الرئاسية بتصويبه حصرا على الاتفاقية النووية مع ايران وكانت الولايات المتحدة طرفا فيها ال ٥١. وبعد توليه الرئاسة سارع ترامب الى فرض عقوبات جديدة على ايران بحجة تجربتها الصاروخية. ونائب الرئيس مايك بنس اتبع ذلك بتحذير الى طهران من اختبار حزم الادارة الجديدة. وأطلق وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس تصريحات نارية زعم فيها ان ايران هي أكبر دولة راعية للارهاب في العالم! وحتى صحيفة هآرتس الاسرائيلية عكست مخاوف من التوجهات الايديولوجية الحربية لادارة ترامب في مقال نشرته للكاتب برادلي بيترسون، خلص فيه الى القول ان تلك الحرب بمواصفات ومفاهيم ترامب ستمحي الحضارة الانسانية، من عام ٢٠٠٠ والى العام ٢٥٠٠! وهذا ما دفع بوزير الدفاع الفرنسي السابق جان بيار شوفنمان الى التحذير من ان سياسات ترامب قد تؤدي الى نهاية العالم!
***
أما الركيزة الثانية في الحملة الاعلامية والسياسية الموازية للحملة على ايران فهي تلك المتعلقة ب الاسلاموفوبيا. وترامب مصرّ في كل خطبه وتصريحاته على استخدام عبارة الاسلام الارهابي وليس أية عبارات أخرى مثل الارهاب التكفيري، أو الاسلاميين المتطرفين، أو الاسلاميين الارهابيين أو غير ذلك. وهو في الظاهر يتحدث عن حرب ضد داعش وأخواتها، وفي الباطن يضمر العداء الشرس للدول الاسلامية كافة، وللاسلام كدين… وفي خلاصة للمعلن والمضمر في ادارة ترامب، فان الحرب المرتقبة ستشمل طرفين تحديدا: ايران من جهة، ودولا اسلامية أخرى، من جهة ثانية وللحديث صلة.