IMLebanon

وهناك من يُطالب أيضاً برفع العقوبات عن لبنان.. وشيء ما يُحضَّر رئاسياً

يطالب لبنان برفع العقوبات عنه، ليست لوزان حكراً على الإيرانيّين بل على المغبونين أيضاً، وهناك طرح جدّي لرئيس توافقي، وتوافق على رئيس من ضمن سلّة التفاهمات التي ترافق الإتفاق النووي.

عربيّاً، تريد القاهرة رئيساً. لا يريد الرئيس عبد الفتّاح السيسي، رئيس القمّة العربيّة، أن يستمر الفراغ الى ما شاء الله. جاهرَ بهذه القناعة خلال استقباله الأحد الفائت مدير وكالة الإستخبارات المركزيّة الأميركيّة جون برينان، ومستشاره الخاص ثيودور سينغر، والسفير الأميركي لدى القاهرة ستيفن بيكروفت، في حضور رئيس المخابرات المصريّة العامة خالد فوزي. لم يكن لبنان أولويّة، لكنّ الرئيس المصري قال كلمته في سياق المباحثات التي تناولت الإرهاب، وأمن الدول العربيّة واستقرارها، والسعي الى تفعيل دور الجامعة.

بدورها، تريد السعوديّة رئيساً توافقيّاً، بعد «عاصفة الحزم»، و»العواصف» التي أثارها «حزب الله». بعض القادمين من المملكة يؤكّد أنّ الاتصالات ما بين القاهرة والرياض في ذروة زخمها، ويأتي «التحالف العربي»، والقرار 2216 في طليعة الإهتمامات، ولكن ليس كلّه يمن، فلبنان له حصّة من المشاورات، وكذلك الساحات العربيّة الأخرى وضرورة تحصينها وحمايتها من «الطامعين بامتلاك حصص في أنظمتها، وساحاتها».

ويجزم القادمون بأنّ شيئاً ما ربما يتمّ تحضيره. كان هناك قرار سعودي بوَقف «المبارزات عبر الشاشات» مع «حزب الله»، لكن ليس من فترة سماح، والمواقف التي اتخذها كانت أبلغ أثراً من الحراك الحوثي، والردّ لن يكون في أيّ من الساحات، بل على الساحة اللبنانية تحديداً من خلال إعادة بناء الدولة، وتفعيل المؤسسات، إنطلاقاً من ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية.

«لن تذهب السعوديّة الى طائف آخر، وتركت أمر المبادرة عند الرئيس الدوري للقمّة العربيّة، ليقوم بما يراه مناسباً»، من دون إغفال صداقاتها الدوليّة والإقليميّة المؤثّرة في الشأن اللبناني.

ويملك الرئيس سعد الحريري هامشاً واسعاً من التحرّك، سبق أن التقى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ثم الرئيس المصري، قبل أن يستقبله الملك سلمان بن عبد العزيز بحفاوة لافتة. تزامن اللقاء قبَيل توجّه الحريري الى واشنطن.

باريس بدورها حاضرة بقوة، لم تسرق اليمن الأضواء ولا الاهتمامات، ولم تعد الهبة السعوديّة لتسليح الجيش هي الشغل الشاغل، لقد تمّ التفاهم على آلية التنفيذ، وانتقل الإهتمام الى الملف الرئاسي. ما يقال في الكواليس إنّ ملك إسبانيا فيليب السادس قد زار بيروت، وقبل أن يغادر ترك انطباعاً في أوساط محدّثيه «لا يمكن أن يبقى لبنان من دون رئيس».

وأشرف وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان على تسليم الدفعة الأولى من السلاح للجيش اللبناني، وقبل أن يغادر أكّد في مجلسه «أنّ المؤسسة العسكريّة بحاجة الى السلاح، ولكنها بحاجة أكبر الى رئيس للجمهورية».

تبرز في الزوايا اللبنانية إيحاءات، ووشوشات، زامَنَ الرئيس فؤاد السنيورة تحرّكه في اتجاه بكركي، قبل أن يغادر البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى أرمينيا، ومن ثم الى باريس. يتحرّك السنيورة في الداخل بالتنسيق والتشاور مع الحريري، وعلى وَقع تحركاته ما بين الرياض، وباريس، وواشنطن، وعواصم أخرى شقيقة وصديقة. ما بعد التورّط في اليمن، ترسّخت قناعة سعوديّة – مصريّة – عربيّة (مجلس الجامعة) تقضي بضرورة العمل على الإمساك بمفاصل البلد، وعدم تركه في عهدة الفراغ.

يتابع الجميع حلقات المسلسل الدرامي: الجلسة التشريعيّة ضرورة، ولكن لا جلسة. والانتخابات الرئاسيّة ضرورة، والنتيجة لا إنتخابات. والموازنة ضرورة، والنتيجة لا موازنة. والسلسلة ضرورة، فيما النتيجة لا سلسلة. الضرورات تلغيها المحظورات.

كان التورّط في سوريا مشكلة، ومع ذلك كانت هناك بعض الأسباب التخفيفيّة، وإن كانت غير مقنعة. كان التورّط في العراق فاقعاً، ومع ذلك كاد المناخ العام أن يتأقلم ولَو برفض مهذّب. جاء التورّط في اليمن ليثير عاصفة من الشكوك، والمخاوف. و»بعدين… الى أين؟!».

بصراحة، هناك موجة استنكار عربية إسلاميّة ساخطة، عارمة. ممنوع «تجريد» لبنان من عروبته. ممنوع خطفه وإلحاقه بالقاطرة الإيرانيّة. وكما يطالب المفاوض في لوزان تحرير إيران من العقوبات، هناك من يطالب بأن يكون لبنان الى الطاولة في لوزان لتحريره من العقوبات أيضاً.

شيء ما يحضّر. شيء ما يتحرّك على مستوى الإستحقاق الرئاسي. لكن هل ينجح الحراك الواسع في التوافق على رئيس؟ تفيد المحصّلة الديبلوماسيّة، بأنّ التدخل قد نقلَ الصراع من اليمن الى لبنان. والمعركة لم تعد حول اليمن، بل حول لبنان. وإنّ كلمة الفصل عند واشنطن أولاً، ومن ثمّ عند التوافق ما بين التحالف العربي – الإقليمي، و»المجموعة الدولية الخاصة بدعم لبنان».