يستمر الجهد الفرنسي والدولي في مسيرة دعم الحكومة اللبنانية، لا سيما في هذا الظرف الذي يمر به لبنان من ضرورات الحفاظ على الاستقرار وعمل المؤسسات وعلى الامن والسلم الاهلي.
وتفيد مصادر ديبلوماسية بأن المؤتمرات الثلاثة التي ستعقب مؤتمر مجموعة الدعم الدولية الذي انعقد في باريس قبل نحو عشرة ايام، لا تقل اهمية في مغزاها عن الدعم المتجدد للاستقرار في لبنان. وعلى الرغم من ان اي موعد ثابت لهذه المؤتمرات لم يحدد بعد، الا انها ستنعقد في الثلث الاول من سنة ٢٠١٨، وكل هذه المؤتمرات تؤكد ان الاستقرار في لبنان خط احمر، وان الدول الكبرى ترسل رسائل في هذا الاتجاه لكل اللاعبين الاقليميين.
وتؤكد المصادر، ان ليس هناك من شروط مسبقة على دعم لبنان واستقراره وسيادته وعلى عقد المؤتمرات الثلاثة التي في الاساس تأتي في اطار عمل مجموعة الدعم. انما ما يتم الحديث الغربي عنه هو ضرورة توافر الظروف التسهيلية لانعقاد المؤتمرات، من تحسين الامن والاستقرار والنأي عن مشاكل المنطقة. وتحسين القوانين، وتحسين القدرات الاقتصادية والالتزام بكل ذلك وهذا لا يُعد شروطاً مسبقة او طلبات سياسية مسبقة.
مجموعة الدعم انشئت لتخدم اربعة اهداف هي: دعم الاستقرار والمؤسسات، دعم الاقتصاد، والمساهمة في معالجة مشكلة النازحين السوريين، ودعم الجيش اللبناني. ولم تكن المجموعة لتضم كل الدول لكن من اراد الانضمام اليها لكي يكون جزء منها، عمل على استضافة مؤتمرات منبثقة من اهداف المجموعة، مثل ايطاليا التي استضافت مؤتمر روما حول دعم الجيش، وستستضيف مؤتمر روما ٢، ايضاً مطلع السنة المقبلة. والمانيا التي استضافت مؤتمراً حول دعم لبنان لناحية المساعدة في ايواء النازحين السوريين وحين ذلك لم تكن الولايات المتحدة تريد دخول ايران في المجموعة. كذلك اهتمت فرنسا دائماً لدعم الاستقرار والمؤسسات والاقتصاد. اي انه ضمن المهمة الاساسية تعقد مؤتمرات متخصصة. وهذا طبيعي في مجال عمل المجموعة.
على ان فرنسا تشعر دائماً بواجب تاريخي تجاه لبنان، نظراً للعلاقات العميقة والقديمة التي تربط البلدين، وللعلاقات بين اهل الحكم على مدى السنين الماضية لا سيما العلاقة بين آل الحريري والقيادات الفرنسية المتعاقبة، حيث الاهتمام الخاص والاستثنائي بلبنان الاقرب اليها.
في كل المراحل الصعبة التي مر بها الوضع اللبناني، اكدت المجموعة اهمية وجودها ودورها في الحفاظ على الاستقرار. وكان دورها دائماً خفياً وغير معلن. فهي ساعدت في الاستحقاق الرئاسي اللبناني، وهي لعبت دوراً في الحفاظ على الاستقرار لدى اغتيال اللواء وسام الحسن. والاستقرار الذي ينعم به لبنان حالياً ليس صدفة. فهناك رغبة دولية في توافره والتشديد عليه بالاضافة الى انه لا توجد ارادة لبنانية من كافة الافرقاء للانزلاق نحو الحروب.
ولمجرد ان تعلن الولايات المتحدة ان لبنان مستقر، فهذا يعني ان الامر يشكل رسالة للجميع في الداخل والخارج ان عليهم الانتباه وان واشنطن يهمها استقرار لبنان.
ولمجرد مثلاً ان يعلن حاكم مصرف لبنان ان الوضع المالي جيد، فان الامر يريح الاسواق.
مؤتمر الاستثمارات الذي سينعقد لن يكون اسمه «باريس ٤»، ومؤتمر النازحين السوريين ومستقبل سوريا، سينعقد في بروكسل. ومؤتمر دعم الجيش اللبناني سينعقد في روما وهو مؤتمر روما ٢.