Site icon IMLebanon

لا مبرر للتشاؤم

 

لفتني كلام الرئيس ميشال عون، أمس، عن الذين بدأوا ينتقدون الحكومة قبل أن يبدو منها ما يستدعي الانتقاد، ولا أيضاً ما يستدعي التنويه. فالوزراء منهمكون في التسليم والتسلّم، ويلزم بضعة أيام حتى يطلع الواحد منهم على أسماء الملفات واجبة المعالجة في وزارته.

 

إلاّ أنَّ سياسيين وإعلاميين  ومواطنين عاديين أيضاً لا يرون الى الأمور إلاّ بعين يغشيها السواد.

 

فمن يملك أن يحكم على حكومة يصح فيها حرفياً المثل السائر في لبنان: «ما إلهن في القصر إلاّ من مبارح العصر».

 

فعلاً لسنا نعرف على أي أساس أو قاعدة أو مبرّر يمكن توجيه الانتقادات الى الحكومة. نحن فعلاً لسنا «مغرومين» بهذه التشكيلة، إلاّ أننا رحّبنا بها لمجرّد تشكيلها في وقت كادت الأزمة الناجمة عن عدم التأليف أن تأكل الأخضر واليابس من مقوّمات هذا البلد.

 

ولقد لاحظنا، كما لاحظ الكثيرون من اللبنانيين، أنَّ البعض «آخذ على خاطره» كثيراً لأنَّ الحكومة باتت في وضع طبيعي. ذلك أن بعضاً من أهل السياسة والإعلام لا يألفون الإيجابيات.

 

ويكفي أن نعود الى صبيحة إصدار المراسيم لنكتشف أن  جماعة من وسائط الإعلام، على أنواعها، كانت تشكك في التوصل إلى تأليف الحكومة… وكنا نقرأ مقالات ونستمع إلى تصريحات ومداخلات يُفهم منها أنَّ لا حكومة ولا مَن يؤلّفون!

 

إنها عادة بائسة لم يستطع أصحابها أن يخرجوا منها،  فإذا قلت لهم شُكلت الحكومة بادروا الى رسم معالم الحزن على وجوههم، وقالوا: ما بيصير… المعلومات اللي عندي بتأكّد أن العراقيل مستعصية. وتقول لهذا الذي يعيش في نفق التشاؤم: ولكن المراسيم صدرت.

 

1 Banner El Shark 728×90

 

فيسألك بعتب وبمزيد من الحزن: وهل أنت واثق؟!

 

بل إنها طبيعة طبعت بعض العقول بكثير من السوداوية وباتت رهينة للسلبية. فحتى إذا أشرت الى نصف الكوب الممتلئ، اعترض  القوم قائلين: ولكن المياه «معوكرة».

 

هل يعني هذا أننا نقيم احتفالاً للحكومة؟ طبعاً لا. فقط ندعو الى التفاؤل بالمستقبل… وعندما تفشل الحكومة سنكون أوّل من يندَّد. وأمّا إذا أحسنت فسنكون من المنوّهين وإن كانت تقوم بواجباتها!

 

يكفينا حردّ ويكفينا حقد. وتكفينا سلبية طغت على الأقوال والأفعال طويلاً. ودعوا هذا الشعب يتنفّس دعوه يعرب عن ارتياحه. دعوه يأمل… لماذا تريدون أن تضعوه في هذه الأجواء القاتمة الضاغطة؟!

 

وأمّا السجال السياسي الحاد الذي طلع به الوزير وليد بك جنبلاط فهذا جزء من اللعبة الديموقراطية. فمن حق الزعيم الجنبلاطي أن يعارض حتى… ولو كان ممثلاً بوزيرين نشيطين في التشكيلة الحكومية؟!

 

معارضة من الداخل!

 

أليس كذلك؟!