كثر الحديث في الأوساط السياسية عن لقاءات في باريس وفي بيروت وفي المملكة العربية السعودية، واجتماعات طويلة وقصيرة، وكل هذه الجعجعة بدون أي نتائج فلا رباعية ولا خماسية ولا رئيس قبل غزة، لسبب بسيط هو، أنّ ما قام به أبطال «طوفان الأقصى» قد أحدث شيئاً جديداً لا يمكن لأي سلطة أو قوة أن تتجاهله، أو أن تتعامل معه كأنه حدث مرّ مروراً عابراً.
يا جماعة الخير… أبطال «طوفان الأقصى» وهم تحت الأرض يحاربون أكبر قوة عسكرية في المنطقة، فعدد الجيش الاسرائيلي يبلغ المليون، نعم مليون.. هذا غير عناصر الاحتياط، والعدو ليس وحده في المعركة. المهم بل الأهم هو المعدات العسكرية التي يتمتع بها هذا الجيش بدءاً بالطائرات، حيث ان أميركا ترسل أهم وأحدث الطائرات العسكرية. وكي نكون أكثر دقة، إنّ أوّل طائرة تخرج خارج أميركا تُرسل لإسرائيل، وهذا ليس سرّاً.
بكل بساطة، تعتبر إسرائيل الولاية رقم 53 في الولايات المتحدة الأميركية.. ولغاية هذه اللحظة لا نعلم ما يحدث في شيكاغو وإلى أين ستتطوّر الأمور، وما يمكن أن يحدث في موضوع استقلال ولاية تكساس، وما قد يتبعها من ولايات أخرى.
أي طائرة حديثة يجب أن تُرسل الى إسرائيل… على صعيد الدبابات، تملك إسرائيل عدداً كبيراً من الدبابات، لكن أهمها «الميركاڤا»، وهذه الدبابة التي تبلغ كلفة الواحدة منها عشرة ملايين دولار، أبطال «طوفان الأقصى» طوّروا نوعاً من الـ «آر.بي.جي» وأطلقوا عليها اسم «ياسين» تيمنّاً بالقائد التاريخي لحركة حماس الشيخ أحمد ياسين الذي امتدت يد الاجرام الاسرائيلي واغتالته في وضح النهار وأمام أعين الناس لأنه، وبالرغم من انه مقعد ومريض وكبير في السن، كان يخيفهم ويشكّل لهم رعباً دائماً.
والأنكى ان كلفة الـ «آر.بي.جي» الواحد تبلغ 300 دولار فقط.
وللعلم، فإنّ أبطال «طوفان الأقصى» دمروا 800 دبابة و200 ناقلة جند خلال 115 يوماً من الحرب.
ومن دون الاسترسال في المعلومات نقف عند نقطة أساسية هي: ان الحرب تجاوزت الـ115 يوماً وإسرائيل وكل الذي يدعمونها بالأساطيل الاميركية والغواصة النووية ومعهم الانكليز والفرنسيون، كل هؤلاء وإسرائيل دمرت %80 من مباني غزّة حيث أصبحت غزّة مدينة أشباح.
أقول: كل هؤلاء مع عتادهم لم يستطيعوا التأثير على قوة «حماس»… وظلّ أبطال «طوفان الأقصى» صامدين، وأمس أطلقوا صلية «رشقة» من 30 صاروخاً على تل أبيب.
باختصار، إنّ من يقرر مصير هذه الحرب هم فقط أبطال «طوفان الأقصى».. أما ما يحدث من تخبّط في الجانب الاسرائيلي حيث ينقسم الموقف في إسرائيل بين رئيس حكومة ليس أمامه إلاّ الحرب أو السجن، والفريق الآخر الذي يتخبّط أيضاً بين معارضة وموالاة. والأهم ان هناك حدثين خطيرين حدثا:
أولاً: هناك مليون وخمسماية ألف يهودي من الأغنياء الذين يملكون جنسية ثانية غير الجنسية الاسرائيلية، أي من الاميركان والانكليز، والفرنسيين والأوروبيين، كل هؤلاء هربوا وتركوا إسرائيل، وهذا يحدث لأوّل مرّة في تاريخ إسرائيل، وهؤلاء لن يعودوا لأنهم، وحسب طبيعة اليهودي لا يحب أن يعيش في بلد فيها حروب.
ثانياً: هناك 300 ألف مواطن يهودي هربوا من شمال إسرائيل الى الداخل، بسبب الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»..
وكي لا نطيل الحديث.. وباختصار، فإنّ رئيس الـC.I.A وليم بيرنز يجتمع مع مدير المخابرات الاسرائيلية يوسي كوهين ومعهما رئيس المخابرات المصرية عباس كامل ومعهم رئيس حكومة قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، الحل اليوم عندهم، هؤلاء يقررون وإسرائيل سوف تنفذ… أما ما يُقال عن اجتماعات رباعية وخماسية فإنهم يبحثون عن دور ويريدون أن يقولوا لشعوبهم إنهم يساعدون على حل القضية الفلسطينية ويناصرون الشعب الفلسطيني… وهم في الحقيقة يكذبون على أنفسهم.