IMLebanon

هذه هي تحفظات «إخوان لبنان» على ترشيح عون

«الجماعة» لتفاهم مع «المستقبل».. وحوار مع «حزب الله»

هذه هي تحفظات «إخوان لبنان» على ترشيح عون

تبدو «الجماعة الإسلامية» اليوم في وضع أفضل على الساحة السنية من السنوات الماضية.

ولعلّ الحركة قد أفادت موضوعياً من الوضع المتراجع للتيار الأبرز على هذه الساحة، وهو «المستقبل»، لكي تضيّق الفجوة القائمة مع التيار الأول على تلك الساحة.

ويحلو لقيادي في «الجماعة» الحديث عن حزبين أساسيين على الساحة الإسلامية السنية اليوم: حزب رسمي هو «المستقبل» وآخر شعبي هو «الجماعة».

ولعل هذا ما دفع «المستقبل» و «الجماعة» إلى الاتفاق على ورقة تفاهم تشمل مختلف القضايا، في إطار ما يعرف بـ «ترتيب البيت السني» الذي شرعت به الحركة فور انتخاب قيادتها الجديدة: عزام الأيوبي أميناً عامّاً وأسعد هرموش رئيساً للمكتب السياسي.

شمل هذا المشروع ـ الورقة، قيادات سنية مختلفة، بينها الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي ورئيس حزب «الاتحاد» عبد الرحيم مراد، بعلم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان. إلا أنه لم يترجم فعلياً سوى مع «المستقبل»، برغم تأخر هذا المشروع مع غياب السفير السعودي عن لبنان الذي من المفترض أن يرعى مثل ذلك الاتفاق.

ذلك كان الهدف الأول للقيادة الجديدة التي أرادت من خلاله إرسال رسالة مفادها أنه لا اختزال للساحة الإسلامية من قبل أحد، بل إن «المستقبل» هو «الأول بين متساويين».

وفي موازاة ذلك، وضعت قيادة «الجماعة» الجديدة هدفاً أمامها، يتمثل في مواجهة ما تتعرض له الساحة السنية من «مظلومية». قام قياديون في الحركة بجهود لحل مسألة الموقوفين الإسلاميين، وآخرهم الشيخ بسام الطراس ونجله. وتنشط «الجماعة» في بعض تحركاتها تحت غطاء «هيئة علماء المسلمين» التي تعدّ المحرك الأساس لها.

في هذا السياق، تحذر الحركة مما تسميه «تململاً كبيراً قد ينفجر في أي لحظة في أوساط الطائفة السنية». القضية الأساس بالنسبة إليها تتمثل في «اللاعدالة» في قياس مسألة التدخل في سوريا، وهو ما تشير إليه الاعتقالات التي تحدث في أوساط الطائفة «بينما يرسل البعض عناصره إلى سوريا لقتل الشعب السوري من دون أي محاسبة» على حد تعبير مصدر قيادي في «الجماعة».

من الواضح أن «الجماعة» ما كانت لتقوم بكل تلك التحركات لولا شعورها بالتقدم الذي أحرزته في واقعها الشعبي. ولذلك، فإنها في تفاهمها مع «المستقبل»، تطالب بتحسين واقعها النيابي الذي يقتصر على نائب واحد في البرلمان هو عماد الحوت. وثمة نقاشات مع «التيار» من المنتظر أن تتمظهر بعد مؤتمري «المستقبل» و «الجماعة» المقبلين.

في المقابل، كان من المؤسف أن يؤدي هذا التباعد السياسي في لبنان والمنطقة إلى جفاء مع حليف الحركة التاريخي، أي «حزب الله». حتى إن العلاقات كانت مقطوعة حتى وقت قريب، لكن ثمة خرق تحقق في لقاءين حصلا في الأسابيع الماضية، بعيداً من الإعلام، بين المجلس السياسي في الحزب والمكتب السياسي في الحركة.

لا يعني هذا الأمر أن الخلافات قد نحّيت جانباً، لكن المهم يتمثل في الخرق الذي حصل والذي أسّس لحوار جادّ بين الطرفين في إطار علاقة ثنائية يحرص عليها الطرفان. طبعاً، لا يزال الطريق طويلاً قبل أن تعود العلاقات إلى ما كانت عليه، وثمة عمل جادّ يجب أن يبذل على صعيد العلاقة بين الحزب وحركة «الإخوان المسلمين» عموماً، إذ إن العلاقة غائبة بين الطرفين، ومن المعروف أن الحركة الإسلامية السنية «قد مثّلت رديفاً للحزب لفترة طويلة في مرحلة ما قبل الأحداث السورية»، حسب القيادي في «الجماعة».

ويبدو أن الوضع المتقدم للحركة على الساحة السنية، يحتم عليها إبداء رأيها في أي شخصية مرشحة لرئاسة الجمهورية.

لـ «الجماعة» تحفظان، أحدهما في الشكل والآخر في المضمون، على ترشيح الحريري العماد ميشال عون للرئاسة «الذي نحترمه ونقدره».

في الشكل، للحركة تحفّظ على عدم استشارة الحريري للأفرقاء الآخرين على الساحة السنية، «وقد كان حرياً به جمع القيادات السنية ووضعها في أجواء هذا الترشيح وهو أمر من شانه أن يقويه لا يضعفه».

في المضمون، تتحفظ «الجماعة» على خطاب «الجنرال» المخاصم للسنة والمهاجم للسعودية. كما تتحفظ على خطاب «التيار الوطني الحر» إزاء النازحين السوريين.

في ناحية موازية، تنتقد «الجماعة» وثيقة التفاهم التي وقّعها عون مع «حزب الله»، «والتي تشعر شرائح سنية بأنها موجهة ضدها». كما أن عون في نظر «الجماعة»، تغاضى عما يقوم به الحزب في سوريا، مثلما تغاضى عن مختلف مواقف الحزب في الشأن الإقليمي.

ولا تقف انتقادات الحركة لعون على ذلك، بل إنها تشير بسلبية إلى المواقف التصعيدية الأخيرة لعون في الأزمة الداخلية «فهو يعطل الحكومة ومجلس النواب والحوار الذي يعتبر الإطار الأخير الذي يلبنن الاستحقاقات، بل إن الجنرال يهدد بالنزول إلى الشارع، الأمر الذي نرفضه لأنه يأتي في إطار الضغط والابتزاز».