Site icon IMLebanon

هذه «المصادر» الوهمية  

اللقاء الثلاثي سيظل حديث المنتديات السياسية الى أن يدفع به اي لقاء آخر الى الصف الثاني من حيث الأهمية. وفي تقديرنا فإنّ ما كُتب حول هذا اللقاء الذي جمع الوزير وليد جنبلاط في دارته (كليمنصو) والرئيس نبيه بري وسعد الحريري… إن ما كُتب يمكن تصنيفه كالآتي:

 

أولاً ـ إن معظم التقديرات والاستنتاجات التي طلعت بها وسائط الإعلام، خصوصاً الصحف، ليس ناجماً عن معلومات حقيقيه مستقاة من ثلاثي بري – الحريري – جنبلاط. وبالتالي فهي مجرّد إجتهادات ومحاولات استقراء الحدث، لا أكثر ولا أقل.

ثانياً – إن «المصادر» المنسوب اليها كلام من هنا وتحليل من هناك ليست حقيقية على الإطلاق، ذلك إن معظمها من «بنات أفكار» كاتبيها. خصوصاً لكثرة ما ظهر من تباينات في المعلومات المفترض أن تلك «المصادر» قد باحت بها الى هذا الإعلامي والى ذلك الصحافي، والى سواهم من «المحللين»…

ثالثاً – إنّ بعض ما كُتب ليس أكثر من تفسير الماء بالماء ولكن هذه المرة من دون جهد. فلا لزوم لمصادر، ولا الى تنجيم للقول إنّ الثلاثة بحثوا في إمكان التنسيق في غير أمر وموقف. وليس هتكاً لأسرار الآلهة الكتابة أن اللقاء أدى الى كسر بعض الجليد بين هذه الضلع والضلع الأخرى من مثلث كليمنصو. وليس كشفاً للمستور القول إن الإجتماع في دارة وليد بك جنبلاط له مغزاه الذي يجدر التوقف عنده. وهذه كلها لا تحتاج الى مصادر مقرّبة هنا، ومصادر (حاف: لا مقربة ولا مبعدة) هناك…

رابعاً – ولس ابتكاراً في علم السياسة أن يكون دولة الرئيسين ومعالي الوزير تناولوا في حديثهم الإنتخابات النيابية من حيث حتمية إجرائها، وما هي العوامل (والقوة القاهرة) التي قد تؤدي الى تأجيلها!

خامساً – وليس فكّاً للطلاسم الإدعاء أنّ أركان هذا الثلاثي لم يتعمقوا في بحث التحالفات النيابية بشكل قاطع، ذلك أنّ لقانون النسبية موجبات وظروفاً تختلف كلياً عن القانون الأكثري… فلقد يكون التحالف في مكان ما مضراً للحلفاء بما أن النسبية تحتم الخروقات، والصوت التفضيلي هو حصري بالمرشح الواحد… فليس ثمة مصلحة لتحالف الحلفاء! هذا إذا اعتبرنا أنّ حلفاً ما قد تمّ التوصل اليه في كليمنصو. ونحن نشك كثيراً في بروز مثل هذا الحلف الإنتخابي، في هذه المرحلة على الأقل.

ونحن نود أن نعترف بأننا كتبنا ما تقدّم من دون الأخذ بـ«معلومات» عائدة الى هذه «المصادر» أو تلك «الأوساط».

وبالتالي فمن السابق لأوانه بناء قصور المرمر، ولا حتى قصور الرمل على لقاء أفضل ما يمكن أن يوصف به أنه كسر جليداً كان آخذاً في التراكم بين غير طرف من هذا الثلاثي البارز.