Site icon IMLebanon

هم و…. حزب الله!

لا داعي للتذكير بالمسافة التي تفصلنا عن البنية الثقافية، والبنية الايديولوجية، لـ «حزب الله». ولا داعي للتذكير برفضنا القاطع لاي اختراق ايراني، جيوسياسي او جيوستراتيجي، للمنطقة العربية المشرّعة، ومنذ ما يقارب القرن، على كل اشكال الرياح وعلى كل اشكال الخيول…

ولكن هل يمكن ان نكون مع افيغدور ليبرمان، او مع ابي بكر البغدادي، ناهيك عن ابي محمد الجولاني، ضد «حزب الله»؟

قد نكون ضده في ممالأة، وحتى في محاباة، بارونات النظام الذين دمروا كل ما يمت بصلة الى القيم السياسية. لا مكان في كل قطاعات الدولة الا للازلام، وللقهرمانات، وللذين ترعرعوا على ثقافة «الباريزيانا».

هذا لا ينفي البتة ان «حزب الله» هو من دحر الاحتلال الاسرائيلي على ارضنا، ومرغ انوف الجنرالات (والحاخامات) بالوحول. ونستذكر ما قاله ديفيد غروسمان، الكاتب البارز والذي سقط ابنه في حرب 2006، «لقد هوى كل شيء في وادي الحجير. ما كان يوصف بـ «روحنا الكبرى» ماتت هناك».

   الاميركيون الذين يلاحقون الحزب بالسيناريوات وبالعقوبات لا يفعلون ذلك لانه حليف لايران وانما لانه عدو لاسرائيل…

ولنعد سنوات الى الوراء. وغداة تفجير اسامة بن لادن برجي نيويورك اللذين يختزلان عظمة وعبقرية الامبراطورية. قال ريتشارد ارميتاج، وكان نائباً لوزير الخارجية كولن باول، ان «حزب الله» هو فريق الارهاب الاساسي، اما تنظيم «القاعدة» فهو فريق الاحتياط…

نعلم ان غالبية الدول العربية تتماهى الآن، استراتيجياً واستخباراتياً، وحتى عقائدياً ووجودياً، مع اسرائيل…

ونعلم اننا في لبنان لسنا شعباً واحداً. ابان حرب 2006، وحين كانت القاذفات الاسرائيلية تدمر المدن والقرى فوق رؤوس اهلها، كانت مناطق اخرى في لبنان تقيم الحفلات، والمهرجانات، وترقص «الروك اند رول» حتى صياح الديك.

اسرائيل نموذج آخر. كلهم في «الليلة الظلماء» خندق واحد، صوت واحد، يد واحدة. قد يكون هناك معترضون، ولكن ان قتل جندي او مدني دوت الصرخات اليهودية في كل ارجاء الدنيا…

ماذا كتب الفيلسوف الفرنسي (اليهودي) آلان فينكيلكروت حين خدشت شظية صاروخ من غزة عنق طفل في عسقلان، فيما هناك 400 جثة لاطفال فلسطينيين قضوا بالقنابل الفوسفورية؟

وكنا نتوقع بسذاجتنا، انه عندما يقوم «حزب الله» باقتلاع قتلة ضباطنا وجنودنا، ومغتصبي ارضنا، والذين خططوا لتحويل لبنان الى ولاية من ولايات الخليفة، ان تتوحد القوى كافة، وان تعلن ان لبنان الذي انتصر..

لكننا ازددنا اقتناعاً بأننا قصاصات بشرية، وبأن بيننا من يراهن على مقاتلي الكهوف، بل وعلى زبانية جهنم، في الصراع الداخلي، مع اننا جميعاً متواطئون، بفضائحنا، وبزبائينيتنا، وبشبح ماكيافيلي الذي يستوطن هياكلنا العظمية، ضد الدولة في لبنان وضد الوطن في لبنان…

من زمان كتب غوستاف لوبون عن «غيبوبة العقل» في مضارب القبائل. علينا ان نصدق (كأغبياء بخمس نجوم) انه لولا «حزب الله» لما وطأت الاقدام الهمجية ارضنا…

كان ثمة شيء يدعى….. الخجل!