الصحافة رسالة والصحافيون شهداء أحياء وهم أصحاب شرف ورسل وهم مستعدون لقول كلمة الحق مهما كان الثمن غالياً.
في هذا اليوم العزيز على قلوبنا نحن أصحاب الكلمة لا بد أن نتذكر شهداءنا الذين ضحّوا بأرواحهم من أجل قول كلمة الحق…
وهم الذين ضحّوا بأرواحهم من أجل أن يحيا لبنان في الحرية ويصبح البلد العربي الوحيد الحر في هذه المنطقة من العالم.
نتذكر المرحوم الاستاذ كامل مروّة صاحب ومؤسّس جريدة “الحياة” الذي استشهد في مكتبه.
ونتذكر أيضاً النقيب الحبيب الاستاذ رياض طه صاحب جريدة “الكفاح العربي” ومجلة “الأحد” الذي استشهد قرب مقر نقابة الصحافة.
ونتذكر أيضاً المرحوم نسيب المتني صاحب جريدة “تلغراف بيروت” الذي استشهد وهو عائد من مكتبه الى منزله ليلاً.
ونتذكر المرحوم سليم اللوزي صاحب مجلة “الحوادث” الذي خُطف على طريق المطار ورمي في عرمون ونكلوا بجثته قبل استشهاده.
ونتذكر أيضاً الصديق والأخ جبران غسان التويني الذي استشهد في تفجير سيارته في المكلس بين منزله في بيت مري ومكتبه في بيروت.
ونتذكر أيضاً الشهيد الحي الوزير مروان حماده الذي فجروا به سيارته ولكن العناية الإلهية أنقذته.
ونتذكر صديقتنا الشهيدة الحية الإعلامية الجريئة السيدة مي شدياق التي فجروا سيارتها ولكن أيضاً العناية الإلهية أنقذتها لتبقى بيننا وتكمل رسالتها.
وهناك الكثيرون الآخرون الذين يضيق المجال عن ذكرهم جميعاً.
الصحافة اللبنانية هي القدوة في العالم العربي.
والصحافيون اللبنانيون هم الذين أسّسوا الصحافة العربية ولهم فيها الباع الطويل والفضل العميم قديماً وحديثاً من القرن التاسع عشر وحتى اليوم، خصوصاً المنارات الصحافية العظيمة في مصر أمثال “الأهرام ودار الهلال وروز اليوسف(…)” وصحف دول الخليج العربي في الكويت والسعودية ومسقط والإمارات العربية المتحدة والبحرين… ناهيك بتأسيس اللبنانيين صحفاً عربية مهمة في بلدان الإنتشار اللبناني والعربي في لندن وباريس وعواصم الاميركيتين الشمالية والجنوبية وأوستراليا..
والصحافة الورقية اليوم تعاني الموت البطيء وبعضها مات فعلاً، أمّا مَن لا يزالون يصرّون على إصدار جريدة اليوم فيمكن أن نقول عنهم إنهم مغامرون وانهم يصرّون، بإصدار صحفهم، على تحدّي الموت.
بهذه المناسبة وبسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة وبسبب تراجع المبيعات والنقص في مدخول الإعلانات والشحّ في المساعدات المالية من الدول العربية (باستثناء دولة الكويت التي تساعد الصحافة اللبنانية بدون أي شروط وبدون أي طلب أو مِنّة) لا بد أن نكرر طلبنا من الدولة اللبنانية أن تقر المطالب التي رفعناها بكتاب الى رئيس الحكومة الرئيس سعد الحريري وإلى وزير الإعلام الاستاذ ملحم رياشي وعندنا الأمل الكبير أن يستجيبا الى مطلبنا.
كلمة أخيرة أقولها بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا: الصحافة الورقية تعاني ولكنها لن تموت.
عوني الكعكي