IMLebanon

لا يريدون حكومة ولا يريدون دولة

 

 

يجب ان نصدقهم لا بل يجب علينا ان نتنبه الى انها ليست المرة الاولى التي يقولون فيها انهم يريدون ان يتم انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية وبقيت البلاد بدون انتخاب رئيس للجمهورية سنتين ونصف السنة تحت شعار انهم لا يقبلون بأي مرشح غير مرشحهم! والانكى انهم اقفلوا ابواب البرلمان اللبناني تحت شعار الحفاظ على السلم الاهلي، والخوف على البلد.

 

منذ بداية الحزب العظيم تكشف هدفه. ومن لا يصدق هذا الكلام يمكن ان يرجع الى الارشيف وهناك غير تسجيل بالصوت والصورة يقول قائد المقاومة إنه جندي في نظام الملالي وفي ولاية الفقيه.

 

وقد كرر هذه الجملة مرات ومرات ولكن للأسف الانسان مبني على النسيان.

 

في كل مرة نقول ان الحزب العظيم يمكن ان يصحو وان يعود ليغلّب مصلحة لبنان على اي مصلحة سواها ولكن عندما يقول السيد ان اموالنا وصواريخنا تأتي من ايران فماذا يعني هذا الكلام؟ باختصار شديد يعني: اننا لا نعصي اي اوامر تصدرها قيادة ولاية الفقيه.

 

قال لي مسؤول كبير ان ايران لا تريد حكومة في لبنان لأن هذه الورقة تريد ان تستعملها في المفاوضات مع اميركا حول «الاتفاق النووي» بالاضافة الى ورقة العراق فقلت له ولكن يقولون انهم يريدون حكومة ولكن ضمن الشروط التي يضعونها.

 

في العودة الى التكليف الذي حصل فيه الرئيس المكلف على ١١٢ صوتاً. الجميع قال ان هذا يعني ان التشكيل سيكون سريعاً وهذه المرة غير كل المرات خصوصاً انها تأتي بعد انتخابات نيابية انتظرناها ٨ سنوات وبعد قانون هجين مفصّل على قياس الحزب العظيم وجبران السعيد… ولكن يبدو ان حساباتنا كانت خاطئة ليتبين لنا انه بعد قضاء شهرين تحت وطأة «العقدة المسيحية» والاتفاق بين الدكتور سمير جعجع وجبران السعيد وما إن حلت هذه العقدة وتنفسنا الصعداء كانت معجزة فاقت كل التوقعات ان يقبل الدكتور سمير بشروط جبران السعيد…

 

وإذ فجأة برزت العقدة الدرزية وكذلك كان لا بد لحل العقدة الدرزية من شهرين آخرين.

 

وما ان تنفسنا الصعداء ثانية واستبشرنا خيراً بولادة الحكومة التي ينتظرها الشعب اللبناني الذي يبني امالاً واحلاماً بأن مجرد حصول معجزة التأليف ستقوم فرنسا والدول الملتزمة بمؤتمر «سادر» بمد لبنان بـ١١ مليار دولار ما يحقق ٩٠ الف فرصة عمل وقلنا الحمد الله «انحلّت».

 

امام كل هذا التفاؤل عاد الحديث عن العقدة السنّية التي كان يخبئها الحزب العظيم في القبعة ليبرزها عند الحاجة، ويقول: اين حصة الوزراء الستة!

 

مع العلم ان كلاً منهم ينتمي الى فريق: هذا مع حزب الله وهذا مع الاحباش، وهذا مع فرنجية، وهذا مع الرئيس بري، وهذا لوحده، ولكن يتعاطف مع الحزب العظيم وبدأت رحلة العذاب من جديد وما إن اتفق على ان يسمي رئيس الجمهورية الوزير السنّي الذي سيكون من حصته ولكنه يمثّل بشكل او بآخر منهجاً ليس من جماعة «المستقبل» وبعد الاتفاق وتسمية المرشح جاء من يقول ان الحزب العظيم لا يقبل ان يحصل فخامة رئيس الجمهورية على الثلث المعطّل، اذا جمعنا حصة التيار الوطني الحر (٧ وزراء) مع حصة الرئيس (٤ وزراء) فيكون العدد ١١ وزيراً وهذا غير مسموح عند الحزب العظيم فعدنا الى المربع الاول.

 

خلاصة القول ان الحزب العظيم عنده مشروعه، ومشروعه يتعارض مع مشروع الدولة لذلك لن تتألف حكومة الا عندما يأخذ الحزب العظيم موافقة من الدولة العظمى اي دولة الملالي دولة ولاية الفقية.

 

اخيراً لم اصدق ولا يمكن ان اقتنع بأن الحزب العظيم الذي ابقى الجمهورية بدون رئيس لمدة سنتين ونصف السنة تحت شعار انهم متمسكون بالرئيس التاريخي الرئيس ميشال عون ولا يثقون بأن يكون له وزير واحد زيادة!.

 

عوني الكعكي