Site icon IMLebanon

بشِّروهم بالنِفْط.. وانتخبوهم

 

أصبح لبنان دولة نفطية، وقّع اتفاقية النِفط والغاز…

إذاً… استبشروا بالخير، وانتظروا ربيعاً لبنانياً متأجّجاً تنفتح معه أبواب الإنتخابات النيابية كأنها أبواب جهنم.

لبنان النفطي يعني: أن القبائل البدوية، بدل أن تزحف بمذلّة وتسكّع وراء ثروة الصحراء، فقد أصبحت الصحراء عندنا.

من طبائع القراصنة، أن يشنّوا حملات السطو على ثروات البحر…

ومن غرائز القبائل أن يمارسوا عمليات الغزو على ثروات البرّ…

والثروة، عندنا حين تحرسها نواطير مصر وقد “نامت عن ثعالبها” كما جاء في قصيدة المتنبي “لا تشترِ العبد..” فلا بدَّ إذ ذاك من أن تصبح الثروة بين أشداق الثعالب.

كان عندنا ثروة مائية فهدروها…

وعندنا ثروة مناخية فلوّثوها…

وعندنا ثروة سياحية فشوَّهوها…

وعندنا ثروة حضارية فمذهبوها…

وعندنا ثروة ثقافية فجهَّلوها…

وعندنا ثروة مالية فنهبوها…

ومن أجل المحافظة على الثروة النفطية… إنتخبوهم..

هل يمكن أن نسأل… كيف أصبح لبنان بلداً بدائياً مفْرِطاً في التخلّف؟

أرضه الغنّاءُ قاحلة… الناس في البيداء عطاشٌ والماء محمولٌ فوق ظهورهم؟

يتنفّسون الهواء الملوّث، يتنشَّقون روائح المزابل، يسهرون على ضوء القناديل، وينامون على أصداء المحرّكات.

الروائح النَتنة تخطّت السحاب، وحملتها الرياح تشهيراً باسم لبنان، وتنديداً بعيوب قياداته.

ها هي مجلة “أوبسرفاتور” الفرنسية تكشف ما وصفته: “بأخطر فضيحة مالية في لبنان، أبطالها شخصيات وفاعليات سياسية أوقعت لبنان في ديون بلغَتْ ثمانين مليار دولار…” والمجلة التي استندت الى تقارير خبراء اقتصاديين، ذكَرَتْ: “أنها تعرف أسماء هؤلاء الشخصيات وتعرف كيف حققوا ثرواتهم…”

ونحن أيضاً نعرف هؤلاء الشخصيات والقيادات، والنائب حسن فضل الله يعرفهم، حين أعلن على رؤوس الأشهاد ورؤوس النواب في قاعة المجلس النيابي، “أنَّ هناك تواقيع للوزراء لا يقلّ ثمنها عن الملايين من الدولارات..”

نحن نعرف الذين كانوا في صغائر الدُور فأصبحوا في فخامة القصور.. وقصورهم تدل عليهم.

ونحن نعرف الذين كانوا حفاةً فأصبحوا ينتعلون أحذية من الذهب.. وأحذيتهم تدل عليهم.

إذا لم يكن عندنا وليُّ عهدٍ يضع الأمراء المرتكبين في قفص الخمسة نجوم لاسترداد المال المنهوب في الوطن المنكوب..

وإذا كان “الرجال العظام” يُكرمَّون بالنُصُبِ التذكارية ليكونوا مثالاً يحتذى للأجيال..

فتعالوا إذاً… نرفع لهم نُصباً تذكارية قبل أن يموتوا…

ولنرفع عنهم في المقابل أصواتنا الإنتخابية حتى لا نموت..