يا تلامذة المدارس وطلاب الجامعات خذلوكم احبوهم بالرغم من كل ذلك واهجروا مقاعدكم الدراسية وملاعبكم واحلامكم للطيور المهاجرة الى اوطانها اما انتم فلم يبق لكم وطناً تحلمون به وتهاجرون اليه ارموا مراييلكم وكتبكم بعيداً عنكم. فانهم خذلوكم ولم يعطوا الوطن وطن الكفاءات والمواهب بل وطن النهب والوساطة والسرقة والكذب والسمسرات والانتهازية والازلام والمحسوبيات والتبعيات.
اهجروا احلامكم وكتبكم واجتهاداكم ودروسكم وصيحات وافراح ملاعبكم وشهاداتكم ليست افضل من اكياس الزبالة والنفايات واوراق شجر الخريف الصفراء ولكن احبوهم بالرغم من كل ذلك.
لا كذباً ولا نواحاً ولا قطعا للرجاء
هذا ليس كذباً ونواحاً وقطعاً للرجاء من المستقبل بل دعوة لوعي خذلانهم لنا ولحبهم اكثر والشفقة عليهم وعدم الاقتناع بانهم سيخدمون المصلحة العامة والخير العام والشأن العام ومصلحة للدولة والامانة لها اولاً والاتيان بغيرهم من جيلكم النقي الطاهر الشاب الشريف النزيه القلب والكف والنقي القلب والطيب القلب واللسان وكريم ونبيل الاخلاق والسلوك.
اضاعوا ثقتكم بهم، فضعوها وهبوها لسواهم من جيلكم الحلو الشاب شباباً وصبايا واحبوهم بالرغم من كل ذلك.
يا جميع القديسين من لبنان
يا شربل ورفقا ونعمة الله واسطفان ويعقوب يا مارينا، يا نكويلينا، يا بربارة يا كريستينا، يا كيرللس، يا غصيبة كيروز يا جميع البطاركة من يوحنا مارون الى البطريرك صفير الى البطريرك بشارة الراعي.
يا جميع قادة جيشنا البطل الابي الشجاع العظيم والامهات القامات يا جميع الاباء العاميين للرهبانيات الرجالية والنسائية.
يا جميع اصحاب النوادي والنقابات من اطباء ومهندسين وفنانين يا جميع المبدعين: رسما، غناء وشعراً وموسيقى يا مواكب العلماء والشعراء والفنانين ويا جميع سيدات لبنان من سيدة البشارة الى سيدة مغدوشة الى سيدة مشموشي الى سيدة خلدة، الى سيدة العطايا وسيدة الشبانية الى سيدة البقاع الى سيدة حريصا الى سيدة البحار الى سيدة الحصن، الى سيدة الغسالة، الى سيدة عكار وسيدة بشوات يا سيدة مشغرة.
يا جميع كنائس اسطفان ويوسف وبطرس وبولس وجرجس والياس ومارون وانطونيوس وباسيليوس وبولس ويعقوب ويوحنا ولابا وسابا وباخوس وحنة وريتا وتريزيا وتقلا والكثير سواهم وغيرهم… لقد خذلوكم.
ستقرع لكم اجراس الفرح
أمهاتي آبائي اخواتي إخوتي، أحبائي… الصغار والكبار أعزائي التلامذة والطلاب والاساتذة والباحثون
أطباء القلوب والعيون والأجسام
مهندسو الطرق والمباني والجنائن والقصور والتجار والصناعيون
صيادو الطيور والبحور
سائقو السيارات والشاحنات والبارجات الغارقون في الجور والرحلات، قادة الطائرات والمدرعات
فلاحو الأرض، عاصرو العنب والزيتون
صانعو العطور والاعشاب المعاقون والعجزة
أنتم يا جميع أبناء هذا الركن العالي خذلوكم، أحبوهم ولا تنتخبوهم.
وانتم يا جميع من نسيت أن أذكركم انسوهم ولا تذكرونهم لكن لا تفقدونهم بل احبوهم بالرغم من كل ذلك وأنتم يا من هاجرتم بسببهم وكفرتم بالوطن لأنه لم يكن عندكم الا واسطة «بالرغم من كفاءاتكم لتخدموا وطنكم ولم تحصلوا على وظيفة في ملاكه فهاجرتم وعشتم بكرامتكم وبريق عقولكم وعظمة مواهبكم
انتم يا جميعكم من هنا ومن هناك لقد خذلوكم فاخذلوهم ولكن أحبوهم بالرغم من ذلك ولا تبغضوهم بل اشفقوا عليهم وصلّوا لأجلهم لأنهم لم يعرفوا بذل الذات وسأبكي بكاء الرجال لينبت ربوع الوطن والرجاء من دموعي وتقرع لي ولكم اجراس الفرح لوطن مولود من رحم الفاجعة ومن مستقبل الأيام الآتية الغنية بمواسم الخير والبركة.