IMLebanon

هل يريدون فعلاً القضاء على «داعش»؟

المؤتمر الذي عُقد أمس في لندن لدول التحالف ينبئ بحجمه وأهمية حضوره وكأنّه سيقتلع «داعش» من جذورها بسرعة خصوصاً وأنّه ضمّ عن الولايات المتحدة الأميركية وزير خارجيتها جون كيري، عن بريطانيا وزير الخارجية فيليب هاموند، وعن فرنسا وزير الخارجية رولان فابيوس، ومعهم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إضافة الى وزراء أو ممثلين كبار عن أوستراليا وبلجيكا وألمانيا وكندا والدانمارك وتركيا وهولندا والنروج وإسبانيا والمملكة العربية السعودية، وقطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة.

هذه الدول المتحالفة، وهذه المؤتمرات، وهذا الطيران، وهذه الدبابات وهذه الجيوش بجحافلها… هل هي كلها للقضاء على «داعش»؟

هذه القوى يفترض أنّها قادرة على احتلال العالم في يومين…

عندما غزت الولايات المتحدة الاميركية العراق في العام 2003 لم يصمد هذا البلد أكثر من شهر علماً أنّ الجيش العراقي كان من أكبر وأهم جيوش المنطقة؟

فمَنْ هي «داعش» لتصمد هذا الوقت الطويل، ولا تزال صامدة.

وحتى التحالف الذي أعقب غزو صدام الكويت لم تستغرق عمليته ضد صدّام أكثر من أيام معدودة!

فلماذا الوضع مختلف مع «داعش»؟

كانت واشنطن قد أعلنت أنّها ستضرب سوريا على خلفية السلاح الكيماوي… فانهار النظام السوري حتى من دون أي ضربة وسارع الى التخلّص من ترسانته الكيماوية… علماً أنّ الجيش السوري هو أيضاً كان من الجيوش الكبيرة في المنطقة بعد الجيش المصري.

ويقولون إنّهم يلزمهم ثلاث سنوات على الأقل للتخلّص من «داعش»… جيد… فهل يفوتهم ما يجري في أوروبا؟ وهل نسوا أنّ «داعش» ترفدها مجموعات من نحو أربعين دولة على الأقل بالمقاتلين؟

وكما قال أحدهم: إذا كان الأمر موضوع ثلاث سنوات، فستكون «داعش» قد وصلت الى واشنطن.

ويطرح السؤال ذاته: هل فعلاً أميركا (بمنأى عن هذه التحالفات) تريد القضاء على «داعش»؟

إنّ القضاء على «داعش» يكون على الوجه الآتي:

1- محاربة الفقر.

2- محاربة الجهل.

3- (والأهم) محاربة الظلم.

وفي هذا البند الثالث نذكر أنّ واشنطن التي لم تتحمل إقامة دولة فلسطينية بعد سنتين على أقل من ربع مساحة فلسطين، فكيف تقضي على «داعش»… يجب حل القضية الفلسطينية أوّلاً والتي هي قضية كل مسلم وكل عربي.

عوني الكعكي