IMLebanon

خيطوا بغير هالمسلّة  

يبدو أنّ التخبّط السياسي والاجتماعي القطري يزداد يوماً بعد يوم، إذ صدر بيان عن اللجنة الوطنية لحقوق الانسان القطرية يوم السبت الماضي خاطبت فيه اللجنة المقرر الخاص بالأمم المتحدة المعني بحرية الدين والعقيدة مبدية قلقها الشديد ازاء تسييس الشعائر الدينية واستخدامها لتحقيق مكاسب سياسية في انتهاك صارخ لجميع المواثيق والأعراف الدولية التي تنص على حرية ممارسة الشعائر الدينية ما دام ذلك لم يخل بالأمن القومي أو التدابير الصحية أو الأخلاقيات العامة للمواطنين…

ويأتي التراجع والإرتباك القطريان بعدما نُقل على لسان وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نفي أن يكون قد صدر أي تصريح من أي مسؤول قطري في شأن تدويل الحج، وأضاف أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء من شأنه النظر في قضية الحج كقضية دولية.

من ناحية ثانية، صرّح وزير خارجية السعودية عادل الجبير الذي اعتبر طلب قطر تدويل المشاعر المقدّسة عدواناً وإعلان حرب ضد السعودية، وأنّ تاريخ المملكة العربية السعودية واضح في تسهيل وصول جميع الحجاج من جميع أنحاء العالم.

تاريخ المملكة بالتسهيلات والتقديمات التي تقدمها وتوفرها الدولة السعودية للحجاج على مرّ الحقب هو تاريخ مشرف، ولا نظن أنّ أي دولة في العالم تستطيع أن تقدّم وتوفّر للحجاج ما تقدمه المملكة خصوصاً على صعيد الأمن إذ من النادر أن تقع حادثة واحدة طبعاً باستثناء ما فعله الحجاج الايرانيون من محاولة التظاهر… وهي حال عولجت بطريقة حضارية واستوعبت التظاهرة وهذا كان حدثاً سياسياً تقف وراءه إيران لغايات طائفية وأهداف أقل ما يُقال فيها إنها فتنوية بكل معنى الكلمة.

هذا غير الرعاية الصحيّة، وغير التقديمات الطبية من أطباء وإجراء عمليات جراحية مختلفة، وغير المليارات التي أنفقت من أجل تطوير الأماكن المقدسة التي أصبحت تستوعب 3 الى 4 ملايين حاج في وقت واحد.

لن نتكلم عن التضحيات التي يقدمها حكام المملكة العربية السعودية من أجل الأماكن المقدسة وذلك إيماناً منهم بأنّ تلك الأعمال الجليلة هي واجب ديني وأخلاقي.

وهنا لا بد من أن نذكّر القطريين بهذه الحادثة التي تدل على الأخلاق السعودية السمحاء نحو حتى أعداء المملكة:

الحادثة جرت منذ سنوات عندما تبيّـن أنّ المملكة العربية السعودية رفضت تسليم عماد مغنية الى أميركا بعدما علمت الأخيرة أنّ مغنية كان في العام 1995 رئيس الجهاز العسكري والأمني لـ»حزب الله» اللبناني… عماد مغنية الذي كان على متن طائرة مقلعة من الخرطوم وهبطت في جدّة وكانت متجهة الى طهران، ويومها كان مغنية المطلوب الرقم واحد في العالم من قِبَل السلطات الاميركية، وعندما علمت المخابرات الأميركية بالخبر طلبت من السعودية تسليمها اياه، لكنها فوجئت برفض السعودية للأمر بل ماطلت بهبوط طائرة خاصة على متنها أعضاء من الـ»اف.بي.آي» على المطار لتسلم مغنية…

وزيادة على ذلك فإنّ الأمير نايف ولي العهد ووزير الداخلية حينها كان مصمماً على عدم تسليم مغنية رغم علم السعوديين بهويته.

هل يكفي هذا في إنعاش ذاكرة المسؤولين القطريين الذين لم يكتفوا بأنهم رعاة الإرهاب، بل ضلّوا الطريق في العمل ضدّ المملكة وكذلك ضدّ الإمارات وسواهما.

وقد يكون مفيداً لحكّام قطر أن يعيدوا النظر في حساباتهم ويدركوا حقيقة حجمهم، ويتعظوا… فالمال مهم جداً، ولكنه لا ينشئ دولاً من غير المقومات الحقيقية لإنشائها!

عوني الكعكي