الفرقة الموسيقية بدأت بالعزف منذ التصريح الذي أدلى به منذ أسبوع الشيخ نعيم قاسم وهو يطالب الدولة اللبنانية بأن تجري اتصالات مع الحكومة السورية من أجل بحث موضوع عودة النازحين السوريين الى سوريا.
لم يكد يجف حبر كلام الشيخ نعيم قاسم حتى جاء على لسان رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النيابية محمد رعد الذي قال إنّه يجب على الحكومة اللبنانية التواصل مع الحكومة السورية من أجل الموضوع ذاته.
والبارحة جاء بيان الكتلة ليطلب من الحكومة اللبنانية الاتصال بالحكومة السورية من أجل حل الموضوع ذاته أي عودة النازحين السوريين الى بلدهم.
أصبح شبه مؤكد أنّ هناك محاولة جدية بموضوع النازحين السوريين هذا بالإضافة الى ما جرى في مجلس الوزراء أول من أمس حيث طرح الرئيس سعد الحريري ضرورة وضع خطة تلحظ إجراءات أمنية وميدانية واستباقية فعالة من بينها نزع السلاح المتفلّت مع دعوته وزارة العدل الى إعادة النظر في بعض عقوبات السجن لجهة التشدّد بمن فيهم مرتكبو الجرائم الجنائية.
مجريات الجلسة
وعندما احتدم النقاش في الجلسة حول بحث عودة النازحين السوريين انقسم المجلس بين مؤيّد للتفاوض وهم وزراء حركة أمل وحزب الله والمردة والقومي بينما كان المعارض الأوّل الرئيس الحريري ووزراؤه ووزراء القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي… وسارع الرئيس الحريري الى حسم الأمر بالقول: لن نفاوض الحكومة السورية ولننصرف الى الإهتمام بشؤون الناس.
أمّا الرئيس ميشال عون فقال: ملف النازحين أناقشه مع رئيس الحكومة.
بعد هذا كله كما ذكرنا لم تتوقف الفرقة الموسيقية عن معزوفتها وهذا ما أُعلن بعد بيان كتلة الوفاء للمقاومة بأنهم مصرّون على التواصل مع النظام السوري بشأن النزوح.
أمام هذا الجدال برز موقف من الأمم المتحدة يفيد بأنّ الحرب في سوريا لم تنتهِ بعد، وأنّ الأوضاع الأمنية لا تسمح بعودة اللاجئين.
ولكن هذا الكلام لم يعجب “حزب الله” لأنّ الهدف من هذه المعزوفة ليس العودة بل أن يكون هناك اعتراف من الدولة اللبنانية بشرعية النظام السوري المجرم.
بالإضافة الى أنّ “حزب الله” ينسى أو يتناسى أنه بذهابه الى سوريا والمشاركة في قتل الشعب السوري فإنّه أصبح مشكلة حقيقية ليس في لبنان وحسب، بل في بلدان عربية أخرى بسبب اشتراكه بدون رأي وموافقة من السلطات أو الشعب اللبناني في النزاعات داخل غير بلد عربي كسوريا والعراق واليمن(…).
في النهاية لا يظن “حزب الله” أنّ الأمور سوف تنتهي في سوريا بتبويس اللحى بل انّ النظام المجرم لا يمكن أن يستمر وهذا ما يردّد منذ وصول الرئيس دونالد ترامب الى الرئاسة الأميركية، ولكن اليوم الأولوية للقضاء على “داعش”، وعندما تنتهي القوى الدولية (التحالف) من “داعش” سيأتي دور النظام وإمكانية بقائه غير متوافرة لأنّ الدم الذي سفكه المجرم بحق شعبه لا يمكن أن يمر مرور الكرام، والحساب سيكون عسيراً، وحتى فرنسا التي لا تفوّت مناسبة من دون الإدلاء بتصريحات ومواقف حول سوريا، قد وصلت الى نتيجة حاسمة وهي أنّ هذا النظام المجرم لا يمكن أن يستمر لأن لا حل ممكناً معه.
عوني الكعكي