Site icon IMLebanon

ويحدثونك عن الفساد

 

في بلاد الواق لا أسرار.

 

الأهم: الذين تتناولهم الأسرار «مش فارقة معاهم».

فالقصة على المكشوف. ومن يعجبه فليعجبه… ومن لا يعجبه فليدّق رأسه «بالحيط».

هذه هي ببساطة خلاصة القصتين الآتي سردهما في ما يلي:

الأولى – مجموعة من المستثمرين كانت بحثت عن موقع ملائم لإقامة مشروع سياحي ضخم في ضاحية شرقية بحرية لعاصمة بلاد الواق واق… فوقعت على موقع بالشروط والمزايا المطلوبة مكوّن من عشرة آلاف متر مربع.

أجريت الدراسات اللازمة ووضعت الأفكار التنفيذية الأولية ليتبين أن المكان تعود ملكيته الى الدولة. وبعد التفاوض قرّ الرأي على «بدل إيجار» للعقار قيمته 50 دولاراً للمتر المربع الواحد.

إتخذت عملية التنفيذ طريقها الطبيعي ووضعت مسوّدة الإيجار باعتبار أن الدولة تؤجر ولا تبيع أملاكها. وعند إبرام العقد طلب الوزير المعني في بلاد الواق واق من أصحاب المشروع أن يدفعوا له «شوفة خاطر» قيمتها 550 ألف دولار. فوافق الجماعة. وتقرر إنجاز المعاملة خلال 48 ساعة.

في الوقت المحدّد إستفسر الوزير عن المشروع وتفاصيله فقيل له إنه سيكون معلماً سياحياً من طراز رفيع يتضمن مطاعم ومنتجعات واستراحات الخ…

فقال معاليه: صار الوضع مختلفاً.

فسألوه: كيف يعني مختلف؟

أجاب: قصتكم كبيرة… صار بدّا حساب تاني!

ولم يتردد: مطلوب أن نكون شركاء معكم… ونريد حصة 35% من الأسهم!

وسقط المشروع…

القصة الثانية:

في بلاد الواق واق ذاتها قررت مجموعة من المواطنين إنشاء شركة طيران خصوصاً بعدما توافرت ثلاث طائرات. على أن تكون الشركة الجديدة شبيهة بما هو معتمد في بلدان عديدة في مختلف أنحاء العالم أي إنها تعتمد طائرات ركاب حديثة، ولكن الخدمة الفندقية تكون دون مستوى الخمس نجوم مقابل خفض في الأسعار عن الشركة الأولى في البلد.

واتخذت المعاملة الإجراءات القانونية، حظيت بموافقة وزارة الدفاع الوطني وحيث يلزم، الى أن بدأ البحث في تأسيس الشركة عملياً. وكان لابدّ من موافقة الوزير المختص في بلاد الواق واق… فتمهّل وماطل، ثم تمهل وماطل، ومن ثم تمهل وماطل. وعندما روجع: أين أصبحنا معاليك؟ جاء جوابه بسيطاً جداً: نريد أن نشارككم! ولم يكن يطلب كثيراً! فقط 50% للمحسوبين على مرجعيته.

ولم يوافق أصحاب المشروع، وقالوا في ما بينهم: ننتظر الوزير الجديد، وكانت الحكومة قيد التأليف في بلاد الواق واق قد صارت قريبة الولادة.

وعندما تعرّفوا على الوزير الجديد (آنذاك) ترحّموا على سَلَفه.

وبالتالي سقط المشروع… والطائرات تم تأجيرها الى شركات طيران في الخارج!