IMLebanon

يريدون لبنان على قياسهم

طلع علينا النائب في كتلة «حزب الله» (الوفاء للمقاومة) نواف الموسوي بأنّ لبنان ليس دولة سياحية، وأنّنا يجب أن نكون دولة مقاومة.

يبدو أنّ النائب الموسوي يريد، من موقعه الحزبي، أن يغيّر وجه لبنان وصورته… وهو بذلك يمون على اللبنانيين جميعاً لكي ينتج (هو وفريقه) لبناناً على ذوقهم ومزاجهم!

ما هذا الكلام؟ وأي منطق يقبل به؟ ومن خوّل النائب المذكور أنْ يكون وصيّاً على لبنان ليحدّد مفاهيمه ومساره؟ ومن أعطاهم صكّ ملكية لبنان ليتصرّفوا به كما يشاؤون؟!.

يبدو أنّه لم يكفهم ما فعلوه بلبنان، حتى الآن، فيذهبون الى المزيد!

لقد خرّبوا هذا البلد.

أوقفوا انتخابات رئاسة الجمهورية مرتاحين الى الفراغ الرئاسي، الذي لن تأذن إيران، بعد، بأن يملأه أي مرشح!

خربوا الاقتصاد.

انخرطوا في الحرب السورية فارتد ذلك سلبياً على لبنان أمنياً وسياسياً واقتصادياً وتدميراً للسياحة.

نالوا رخصة لبندقية توجّه الى الاحتلال الاسرائيلي، فتحقق التحرير، ولكنهم تمسكوا بالبندقية وحوّلوها الى غير وجهتها الصحيحة.

يضربونهم في سوريا فيردون من لبنان!

يضربونهم في الجولان فيردون في مزارع شبعا…

ولم يكتفوا، يريدون القضاء على آخر المرتكزات الاقتصادية في هذا البلد: السياحة.

ثم يأتي النائب الآخر في الكتلة وليد سكرية فيقارن بين المساعدات العسكرية للجيش والسلاح بموجب هِبَة الثلاثة مليارات دولار السعودية… فيطلع بنتيجة مفادها أنّ السلاح من المصدرين لا يصلح إلاّ في شأن الأمن الداخلي.

غريب أمر هؤلاء، فهل يحصل «حزب الله» على إذن من الجيش اللبناني قبل أن يتزوّد بالسلاح؟

والغريب أنّ كل مَن نصّب نفسه أو نصّبوه «خبيراً عسكرياً» أو «خبيراً استراتيجياً» صار يطلع علينا بالتنظيرات التي لا تركب على قوس قزح، فمن عيّنهم خبراء، هؤلاء العسكريون السابقون (عمداء وعقداء) وقد أبوا أن يرتاحوا ويريحوا في تقاعدهم، مصرّين على رشقنا بنظرياتهم الخفنشارية…

ثم ألَيْس أنّ شؤون الجيش، وأخصها التسلّح، هي شؤون سريّة… فلماذا استبيحت في المقابلات التلفزيونية المتواصلة؟!.

حلْوا عن الجيش… فله قائد ومجلس قيادة وأركان يعرفون كيف يديرون أموره وشؤونه.

عوني الكعكي