Site icon IMLebanon

الأمور تتجه  إلى المزيد من الخير

لننظر إلى النصف الملآن من الكأس:

مسار البلد بخير، العهد بخير، الحكومة بخير، والأمل بخير…

لماذا جَلد الذات؟

لماذا لعن الظلام بدل إضاءة شمعة؟

لماذا الإلحاح أنَّ الأمور ستصطلح في أربعٍ وعشرين ساعة فقط؟

لماذا لا ننظر أين كنا؟

وأين أصبحنا؟

***

في 30 تشرين الأول الماضي، أي قبل سبعة أسابيع فقط، كانت الصورة على الشكل التالي:

لا رئيس جمهورية في البلد.

حكومة الأربعة والعشرين وزيراً، فيها خمسة وزراء في حكم المستقيلين، لا تجتمع إلا بشق النفس، وإذا اجتمعت ففقط من أجل مرِّقلي تا مرِّقلَك، وهي التي وصفها رئيسها بأنها أسوأ الحكومات.

خلافات على كلِّ شيء:

النفايات في الأرض، ميامو الكهرباء في إضرابات واعتصامات متلاحقة.

إتحادات النقل تُقفل الطرقات. لا مناقصة أو مزايدة إلا وتعقبها مشاجرة.

بطالة ترتفع وهجرة ترتفع وشبه مقاطعة عربية، ولا سيما خليجية للبلد، سوقٌ عقارية في الأرض، شبه يأسٍ من تغيير الوضع، إحباط من إمكان عدم إجراء الإنتخابات النيابية في موعدها.

***

بعد خمسين يوماً من هذه الصورة اليائسة والميئِّسة، أين أصبحنا؟

لدينا رئيس جمهورية، لدينا رئيس حكومة وحكومة، لدينا إصرار على إجراء الإنتخابات النيابية في موعدها في حزيران المقبل ووفق قانون جديد، لدينا مسارٌ بأنَّ البلد وُضِع على سكة الإنقاذ، فما المطلوب أكثر في خمسين يوماً؟

أكثر من ذلك، فالحكومة من البلد ومن الأحزاب والتيارات السياسية والمستقلين:

هل من ملاحظة على وزير الداخلية نهاد المشنوق؟

ألم يضرب الفلتان والإرهاب في أكثر من منطقة؟

ألم يُجرِ الإنتخابات البلدية والإختيارية من دون ضربة كف؟

ماذا عن وزير الثقافة الجديد الوزير غطاس خوري؟

ألم يكن جسر التواصل بين الرئيس عون والرئيس الحريري؟

أليس وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة من الذين وضعوا دمهم على كفِّهم من أجل البلد؟

أية مسؤولية تسلَّمها ولم ينجح فيها؟

ووزير الإتصالات الجديد جمال الجرّاح، أليس هو من المتقدِّمين في تيار المستقبل؟

***

ألم يلفت نظر البائسين واليائسين والمحبطين والمُحبِطين أنَّ جيلاً من الشباب موجودٌ في هذه الحكومة؟

من رائد خوري إلى سيزار أبو خليل إلى ملحم رياشي إلى بيار أبي عاصي إلى غسان حاصباني إلى يوسف فنيانوس؟

ألم يلفتهم المخضرمون أمثال سليم جريصاتي؟

ألم يلفتهم العصاميون أمثال طارق الخطيب؟

لا يعجبهم العجب، أليس في قاموسهم ما يُسمَّى فترة سماح؟