IMLebanon

التفكير في الرئاسة  من خارج الصندوق ؟

لا نهاية لموسم المبالغة في قراءة الانتخابات البلدية كدليل على الأحجام السياسية وسلاح في المعارك المقبلة. وليس خارج المألوف أن تتقدم الحسابات الصغيرة على الحسابات الكبيرة في السجال الدائر بين حلفاء وشركاء وخصوم. فالأرباح والخسائر موزعة على الجميع بنسب مختلفة. لكن بين الذين خسروا ما تصوروا انه في الجيب من طاش رأسه وفقد التوازن. وبين الذين ربحوا ما كان مضموناً لهم تقليدياً أو ما جاء فوق التوقعات من صعد البخار الى رأسه وفقد الاتزان. والكل يعرف ان ما حدث في ربيع الانتخابات البلدية، هو على أهميته، أقل من بداية ربيع لبناني. فلا المتغيرات التي أحدثها غضب ناخبين هي خطوات في مسار واحد. ولا شيء يمنع التركيبة السياسية من احتواء الهزات التي ضربت الستاتيكو واعادة تركيز الثوابت التقليدية التي تخدم مصالحها.

لكن ما حدث أعاد طرح أسئلة تصور كثيرون أن وقتها انتهى حول ما لم يحدث في الانتخابات الرئاسية. والبارز بينها سؤال صار من الصعب تجاهله: هل دقت الساعة بعد الذي حمله الصندوق البلدي للتفكير من خارج الصندوق، كما يقال، بالنسبة الى الاستحقاق الرئاسي؟ وأين الاهتمامات السياسية التي تعرقل انتخاب رئيس للجمهورية من الهموم الاقتصادية والمالية والاجتماعية لشعب متعب يحمل هموم شعبين آخرين؟

التفكير داخل الصندوق بدأ عندما لعبت بكركي ما يشبه دور مجلس صيانة الدستور في ايران، بحيث وضعت أربعة أسماء في الصندوق على أساس ان أصحابها هم المؤهلون مارونياً للرئاسة وبالتالي مسيحياً واسلامياً. لكن الطريق الى قصر بعبدا بقي مقطوعاً، سواء حين كان لكل طرف مرشحه أو حين ذهبت قوى ١٤ آذار الى ترشيح من هم في عداد قوى ٨ آذار: الرئيس سعد الحريري رشح رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه، والدكتور سمير جعجع رشح القائد التاريخي للتيار الوطني الحر العماد ميشال عون. واذا كان حزب الله يقول ان تعطيل الانتخاب يأتي على يد الرياض وجماعتها، وقوى ١٤ آذار تقول ان التعطيل يأتي على يد طهران وحزب الله، فان الحريري قال موخراً في السجال مع جعجع، من عطّل مبادرتي هو أنت وحزب الله.

لكن ترشيح فرنجيه، كما كشف مؤخراً وزير الداخلية نهاد المشنوق، لم يأت من الحريري بل من وزارة الخارجية البريطانية مروراً بالأميركيين وصولاً الى السعودية والحريري. والسؤال هو: لماذا لا يعاد البحث عن مرشح من خارج الصندوق؟ الى متى يمكن إبقاء الشغور الرئاسي الذي دخل عامه الثالث في انتظار ان تتغيّر حسابات الذين يعطلون انتخاب عون وفرنجيه؟ ومن قال ان حسابات التعطيل هي بهذه البساطة بين الداخل والخارج؟