IMLebanon

لماذا فشلت المعارضة في توحيد صفوفها في دائرة الجنوب الثالثة؟

 

“صوت الجنوب” جمعت الذين تمّ إقصاؤهم من لائحة “معاً للتغيير”

 

 

بدأت طبول المعركة الانتخابية في دائرة الجنوب الثالثة تقرع، والكل يعدّ العدة للاستحقاق المقبل في ايار. صحيح ان المعركة بين 3 لوائح تتنافس على11 مقعداً، لكن الحقيقة ستكون هناك معركة بين المعارضة والمعارضة نفسها نتيجة انقساماتها العمودية، بعد التراشق بالاتهامات والتخوين جراء تحالف لائحة «معاً للتغيير» مع حزب «الكتائب» عبر «كلنا ارادة» و»نحو الوطن»، ولائحة «صوت الجنوب» بأنها مدعومة من «القوات». وهي اتهامات حرفت المعركة عن مسارها، لتنطلق معركة المعارضة مع نفسها.

 

ولكن لماذا فشلت المعارضة في توحيد صفوفها؟ الجواب «شهوة الكرسي». فوفق المعلومات، القوى التغييرية التي جاهرت مراراً وتكراراً انها ترفض التحالف مع احزاب السلطة، لانهم «فاسدون وجرّوا البلد لجهنم»، ها هي اليوم تتحالف مع «كلنا ارادة» و»نحو الوطن» المدعومتين من «الكتائب»، هذا عدا عن مجاراة تيار «المستقبل» بإدخال المرشح محمد قعدان الى اللائحة واقصاء رياض عيسى، وتحالف «الشيوعي» مع شربل نحاس لخدمات انتخابية. كل ذلك دفع الى انشقاق داخل صفوف المعارضة ترجم عملياً بولادة لائحة «صوت الجنوب» وجمعت على متنها المرشحين الذين تم اقصاؤهم من لائحة «معاً للتغيير».

 

وأسهم في تفكك القوى التغييرية سيطرة الاحزاب اليسارية عليها واستئثارها بالقرار والتحكم بكل مفاصل المعركة الانتخابية للوصول الى حاصل انتخابي، ما قد يدفعها لاسترضاء «القوات» و»الكتائب» للحصول على اصوات ناخبيهم الـ6000 لحمل مرشح اللائحة الكاثوليكي الياس جرادي إلى ساحة النجمة. ولكن بحسب مصادر متابعة فـ»إن اللائحتين اليوم تتنافسان للوصول الى الصوت القواتي والكتائبي في مرجعيون، على اعتبار ان المقاعد الشيعية محسومة ومحصنة، وهذا يتطلب من اللائحتين اعلان بيان سياسي عالي اللهجة يطالب بحصرية السلاح بيد الدولة، تطبيق القرارات الدولية وغيرها، وهي عناوين طرحت في البيان السياسي الاول الذي اعلن ثم اعيد سحبه بسبب اعتراض شريحة واسعة من المعارضين، وهو خيار قد تلجأ اليه القوى اليسارية مجدداً للوصول الى الكرسي».

 

ولا تخفي مصادر متابعة لاجواء القوى التغييرية «ان قسماً كبيراً منها ومن بينهم «نبض الجنوب»، «اليسار الديمقراطي»، «كلنا ارادة» و»نحو الوطن»، وحتى قسم من الشيوعيين، لا يرفضون انتهاج خطاب سياسي عدائي لـ»حزب الله» للوصول الى رضى «القوات» و»الكتائب» للحصول على اصوات ناخبيهم، ما يعني ان العين اليوم على الـ6000 صوت قواتي وكتائبي الى جانب اصوات «المستقبل» التي قد تصب في صالحهم لاجل المرشح محمد قعدان، ما يعني أن صفة الثورة سقطت، وان لائحة «معاً للتغيير» تحمل نفس احزاب السلطة في شهوتها للكرسي اكثر مما تحمل مشروعاً تغييرياً اصلاحياً قادراً على جذب الناخب لهم». ولا تخفي المصادر «أن حالة الأنا التي سيطرت على العملية الانتخابية للقوى التغييرية ادت الى إضعافهم عبر اعلان شريحة واسعة منهم معارضتها لسياسة الثنائي المقاطعة، ورفضهم شكلاً ومضموناً اللائحتين اللتين لا تمثلان الصوت الاعتراضي الجنوبي». وفيما تستعد القوى التغييرية لاعلان لائحة «معاً للتغيير» الاحد المقبل ترتفع الاصوات المعارضة لها، لانها وفق المصادر «لا تمثل طموحاتهم، ولا تمت للثورة بأي صلة، فهي لائحة حزبية بامتياز، اسقطت منها كل عناوين الثورة التي طرحت». غير ان عين اللائحة على الخرق، ويبدو صعباً في ظل موجة التخوين والاتهامات. وترى المصادر «أن عين القوى التغييرية على الخرق لانه في حال خرقت لائحة الثنائي تكون هيبة «حزب الله» قد انكسرت في عقر داره». وتؤكد المصادر ان المعركة الانتخابية هي مع «حزب الله» فقط. لطالما كانت المعركة الانتخابية في دائرة الجنوب الثالثة جولة استفتاء شعبي للثنائي، وفيما كانت الاجواء تكاد تكون مغايرة في ظل ولادة معارضة من رحم ثورة نادت بالتغيير والاصلاح، غير ان الانقسامات العمودية الطارئة في صفوفها اطاحت بالمعركة، فلا لائحة «معً للتغيير» قادرة على الوصول للحاصل الانتخابي من دون اصوات «القوات» و»الكتائب» و»المستقبل» وهو ما يدفعها لاتخاذ قرار استرضائهم، ولا نواة لائحة» صوت الجنوب» تملك حظوظ المواجهة، حتى ان كلا اللائحتين تجدان صعوبة في ايجاد مندوبين وتأليف ماكينات انتخابية. كل ذلك يجعل لائحة الثنائي اقوى، بل يسعى الثنائي الى رفع نسبة الاقتراع، ولا تخفي المصادر ان ما اصاب المعارضة من تخوين ومقاطعة، قد يدفع بشريحة واسعة من الذين قاطعوا الانتخابات عام 2018 الى تغيير رأيهم والتصويت للائحة الثنائي، وتبدو المعركة بينهم على الصوت التفضيلي.

 

لهذه الاسباب فشلت المعارضة، فهل ستتمكن من كسب الاصوات وتعويض خسارتها؟