Site icon IMLebanon

هذه المواجهة العبثية  

ما عاشه أخيراً أهالي الضاحية تحديداً وسكان العاصمة عموما، وسالكو الطرقات من وإلى الجنوب في المناطق المحيطة بالضاحية إنما هو حدث بشع جداً لا يجوز أن يمر مرور الكرام بأي شكل من الأشكال!

بداية نود أن نشير الى أننا لسنا في وارد تحميل المسؤولية لأي طرف من الطرفين اللذين تواجها: لا نحملها الى المسلحين من آل جعفر ولا الى المسلحين الفلسطينيين داخل مخيم برج البراجنة. أولًا لأننا غير مطلعين على الوضع في دقائقه الداخلية، وثانياً لأننا ندرك الفارق الكبير بين الصحافي في مكتبه والقاضي على قوس محكمته. فالصحافي ليس قاضياً ليصدر الأحكام، إنما هو مرآة تعكس التطورات وتعبّر عن الرأي الشخصي وآراء الناس، ولكنه (قطعاً) ليس قاضياً.

إذاً، في منأى عن كيف؟ ولماذا حصل ما حصل في مخيم برج البراجنة ومحيطه بين المسلحين من الطرفين نود أن نعرب عن استنكارنا الشديد لما حفلت به تلك الساعات الطويلة من مواجهات بالسلاح الخفيف والسلاح المتوسط.

فعلاً، ظننا أنفسنا في أحد الأيام السود من مرحلة الحرب المشؤومة التي عاشها اللبنانيون، فالرصاص لم يتوقف عن اللعلعة، والقذائف لم ينقطع دوي تفجيرها، والدخان جراء ذلك، ملأ الفضاء سواداً أشبه بسواد قلوب وضمائر أولئك الذين افتعلوا الحادث.

وقد لا نغالي في استنتاجنا إذا ذهبنا الى حدّ الاعتقاد بأن هناك من أراد أن «يختبر» قائد الجيش الجديد العماد جوزيف عون لمعرفة ردّ فعله على مواجهة كتلك الموقعة التي دارت على حلبة مخيم برج البراجنة ومحيطه ونحمد الله لأن رد فعل الجيش كان حازماً إضافة الى أنه جاء واعياً سريعاً وغير متسرع، وبالفعل فقد كان لتدخل الجيش بفاعلية أن تم إخماد النيران أي وقف القتال.

هل هذا يكفي؟!

هل في هذا دليل ثابت على أنّ هذا الاقتتال لن يعود في أكثر الأحياء فقراً و»تعتيراً» وجريمة (على أنواع الجريمة)؟

وهل ثمة من يجزم للبنانيين بأنّ أوضاع المخيمات آيلة الى أن تضبط؟!

وهل من جزم بأنّ سكان  المخيمات سينعمون بهدوء وبحياة طبيعية فلا يبقون رهينة في أيدي الزعران ومرتكبي التجاوزات على أنواعها بما فيها تجارة المخدرات وسائر الممنوعات، سواء أكانوا من داخل المخيم أم من خارجه؟

وهل من يحسم بأنّ السكان والعابرين، في تلك المنطقة لن يكونوا عرضة للأخطار جراء تبادل إطلاق النيران الذي يعود بين ليلة وضحاها، أو بين أسبوع وآخر؟!

إنها حال غير مقبولة، واستمرارها يشكل خطراً مباشراً على الناس داخل المخيم وفي محيطه… الى كونها أفضل خدمة لمن يريدون أن يسيئوا الى لبنان وأن يلحقوا الضرر بسمعته الأمنية والسياحية، والذين يريدون أن يتسببوا بالضرر المباشر للطيران المدني اذ ليست الطائرات مضطرة لأن تعبر فوق قذائف هؤلاء المتقاتلين الذين يجب أن يوضع لهم حدّ مهما كان الثمن…

وقد لا نطلب مستحيلاً إذا قلنا بضرورة إزالة «الأسباب» التي تقف وراء هذه الأحداث الشنيعة.