IMLebanon

هذا هو حزب الله… هل تستطيع اسرائيل تحمل الحرب معه؟

كل الانظار اليوم، متجهة الى مدينة بنت جبيل، حيث يُطل امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله في اطار احياء الذكرى العاشرة لانتصار المقاومة على العدوان الاسرائيلي في تموز العام 2006، على الاسرائيليين ان يتجاوزوها في حسابات اي حرب مقبلة ضد لبنان.

ينطلق «حزب الله» من اختياره لمدينة بنت جبيل مرة جديدة، لتكون ساحة الاحتفال بالذكرى العاشرة لانتصار المقاومة على العدوان، من كون ان المدينة هي العاصمة المعنوية للمقاومة، لما تحمله من رمزية  تعاظمت مع معاركها وصمودها امام اعتى الاسلحة والجحافل المسماة «فرق النخبة «في جيش الاحتلال،  التي تقهقرت امام مجموعات صغيرة من المقاتلين، وعجزت كتائب «لواء جولاني» حتى عن رفع علم اسرائيلي عند احد اطرافها، ففي بنت جبيل، ووفق ما يعترف المحللون الاسرائيليون، انكسر الحلم الاسرائيلي بشطب «حزب الله»، ومنها دخلت المقاومة في مرحلة التوازنات المرعبة التي لم يعد باستطاعة الاسرائيليين تجاوزها.

من بنت جبيل، خرج خالد بزي قائد عملية «الوعد الصادق» التي اثمرت عن اسر جنديين اسرائيليين في منطقة خلة وردة الحدودية عند طرف بلدة عيتا الشعب، في الثاني عشر من تموز عام 2006، والتي على اثرها شن الاحتلال عدوانه الذي استمر ثلاثة وثلاثين يوما، ومن بنت جبيل، اطلق امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله خطابا في ذكرى تحرير معظم مناطق الجنوب في ايار العام 2000، هزَّ قادة الكيان الاسرائيلي السياسيين والعسكريين، حين وصَّف اسرائيل بـ«اوهن من بيت العنكبوت»، والتي دفعت بجنرالات الحرب الاسرائيليين، وبعد خمس سنوات، الى حشد فرق النخبة الى المدينة، للرد على «خطاب العنكبوت»، فكانت الفجيعة.

مع اطلالته اليوم في بنت جبيل سيُعيد «ألسيد» التأكيد على المشهد الذي ارتسم غداة يوم الرابع عشر من آب عام 2006، مشهد الهزيمة الموصوفة التي تكبدتها فرق الجيش الاسرائيلي طوال ايام العدوان، وصولا الى الخروج من ساحة الحرب، من دون ان يحققوا اي من الاهداف المعلنة… وغير المعلنة للعدوان.

بين سقوط اهداف العدوان… و«بكائية» السنيورة

منذ اليوم الاول للعدوان، وُضعت اهداف العدوان والشروط الاسرائيلية لوقف الحرب، وفي مقدمها اجبار «حزب الله» على اطلاق الجنديين الاسرائيليين (فورا!)، وضرب قواعد العسكرية وتلقينه درسا لا ينساه(!)، وهي اهداف اطاحتها المقاومة بصمودها غير المتوقع من الخارج… ومن الداخل اللبناني الذي خرجت منه اصوات تدعو الى «المحاسبة»… على التصدي للعدوان!؟، اوالمطالبة باطلاق اسرى لبنانيين او استعادة ارض لبنانية محتلة!، والمضحك ـ المبكي، ان يطالب رئيس وزراء العدو في حينه ايهودا اولمرت بتسليم الجنديين الاسرائيليين الاسيرين الى الحكومة اللبنانية، بالتزامن مع دعوة «بكائية»، اطلقها رئيس الحكومة اللبنانية في حينه فؤاد السنيورة لاطلاق سراح الاسيرين الاسرائيليين فورا، بعد ان اعلن براءة حكومته من عملية الاسر… لكن النهاية استقرت على تلقف اسرائيلي للوساطة الالمانية التي كانت جاهزة للتحرك على خط المفاوضات غير المباشرة، ووفق «دفتر شروط» وضعه السيد نصرالله، والتي انتهت بالاستجابة لهدف عملية «الوعد الصادق»، المتمثل باطلاق سراح الاسرى من السجون الاسرائيلية، وفي مقدمهم الاسير اللبناني (الشهيد) سمير القنطار، بعد ان تكسر القيد الاسرائيلي المحكم الذي وُضع في صفقات التبادل السابقة.

الرابع عشر من آب، هو يوم هزيمة العقل الاسرائيلي، الذي دفع بكبرى الصحف الصهيونية للتوجه الى جنرالات الحرب بالقول: «متى ستتعلّمون حدود القوة؟ حتى تُخرجوا عقولكم من الخزانة، يبدو أن العقل الاسرائيلي وُضع في الخزانة للحفظ»، في صورة كاريكاتورية تعبر عن واقع جحافل العدوان وخروجها المذل من لبنان، وان هؤلاء الجنرالات قادوا حربا امتدت لاكثر من شهر… من دون ان تكون عقولهم في رؤوسهم!، فيما انتهت الحرب ..بفتح حرب في الداخل الاسرائيلي، عنوانها «لجنة فينوغراد» لمحاسبة المسؤولين عما سُمي بـ«اخفاقات» الحرب.

ـ «حزب الله» 2006… غير «حزب الله» اليوم ـ

اكثر العارفين بأن «حزب الله لن يحتاج، في اي حرب مقبلة، الى رفد جبهات القتال على جبهة الجنوب بمقاتلين يستقدمهم من محاور القتال في سوريا، هم الاسرائيليون، فالجهوزية العالية لـ«حزب الله» على «محور» الاحتلال الاسرائيلي، ليست مرتبطة بالواقع العسكري الذي يمثله الحزب داخل سوريا، فلكل حرب ضد الاحتلال والارهاب عدتها الكاملة، وان كان مصدر الحربين على «حزب الله» ذات وجه واحد.

ويُجمع المحللون والباحثون الصهاينة على ان «حزب الله» اليوم .. هو غير «حزب الله» عام 2006، ويقول المعلق العسكري لموقع «والاه» الصهيوني، ان الحرب المقبلة مع «حزب الله» ستكون مختلفة كليا عن حرب تموز قبل عشر سنوات، ويقول ان المعركة المقبلة ستكون بالنسبة لاسرائيل اصعب بكثير من حرب لبنان الثانية (تموز 2006)، فحزب الله طوَّر قدراته في المجالات كافة، وهو يواصل تراكم قدراته ويعزز ترساناته الصاروخية، بعد ان قام بتحديثها وادخال منظومات كاسرة للتوازن الذي كان قائما، من خلال امتلاك منظومات صاروخية استراتيجية عالية الدقة، وتراكم الخبرات القتالية التي اكتسبها من خلال مشاركته العسكرية في القتال في سوريا وتحقيق انجازات تصب في مصلحة نظام (الرئيس بشار) الاسد والحلف الايراني ـ السوري المدعوم من روسيا، ويلفت الى ان لدى «حزب الله» بنك اهداف بالمصالح الاكثر حيوية، والذي يمثل استهدافها ضربة موجعة لاسرائيل، مع الخشية من ان يكون «حزب الله» يمتلك منظومة صواريخ مضادة للطيران وصواريخ بامكانها ان تعطل حركة المروحيات العسكرية في المعركة، كل ذلك يجري وسط مخاوف من قدرات «حزب الله» في مجال الاسلحة البحرية، كصواريخ «ياخونت» الروسية.

في الحرب المقبلة، يتوقع المعلق الصهيوني، وبالاستناد الى تقديرات الجيش الاسرائيلي، ان يكون «اليوم الواحد» من القتال، حافلا بالصواريخ، حيث لـ«حزب الله» القدرة على اطلاق الف صاروخ يوميا نحو فلسطين المحتلة بمدى يصل الى حدود الـ 45 كلم، واطلاق خمسين صاروخا يوميا بمدى يصل الى 250 كلم، الى عشرة صواريخ يوميا بمدى يصل حتى مفاعل «ديمونا» النووي… هذا هو «حزب الله» اليوم، الذي ستجد اسرائيل صعوبة في هزمه… او تحمل حرب معه.

بأسف، وفق ما ورد في «يديعوت احرونوت» الصهيونية، يقول احد كبار المحللين العسكريين الاسرائيليين: «في حرب لبنان في تموز 2006، كانت قيادتنا السياسية والعسكرية تتخبط في مأزق الحرب والهزائم التي لحقت بجيشنا على يد «حزب الله»، فيما كان قائدهم (امين عام حزب الله السيد) حسن نصرالله يواكب كل التفاصيل المتعلقة بمواجهات الحرب ويحضر مع المقاتلين، عبر شاشة يتلو منها وقائع الحرب وسير المعارك، اضافة الى الحرب النفسية التي خاضها (السيد) نصرالله  نحو الجمهور الاسرائيلي الذي راح ينتظر خطابات نصرالله التلفزيونية ليتبصر الحقائق التي كان جنرالات الحرب الاسرائيليين يخفونها عنه.