Site icon IMLebanon

هكذا نجا لبنان…

 

فرصة ذهبية أمام لبنان اليوم ليتخطى كلَّ الألغام التي وضعت في طريق تقدمه، وعلى طريقة رميةٌ من دون رام، فإنَّ العناية الإلهية وضعت لبنان مجدداً على سكة المعالجات، بحيث تكاملت العناية الداخلية مع الظروف الخارجية:

في الداخل، بتنا أمام اللوحة التالية:

رئيس الحكومة سعد الحريري عاد بخير وسلامة، وعاد أقوى، شعبيته حلَّقت لتلامس الزعامة الوطنية من دون منازع، إنَّه الزعيم العابر للمناطق وللطوائف وللمذاهب، والأهمُّ من كل ذلك، إنَّه زعيم الإعتدال في البلد والضمانة له:

الإعتدال معه ولا اعتدال من دونه.

سعد الحريري، ومنذ اليوم، الإنتخابات النيابية في أيار المقبل أصبحت وراءه، فأيُّ مرشَّحٍ لا يحظى برضاه سيكون وضعه صعباً. إنَّه الرقم الصعب والمعادلة الثابتة وطنياً على مستوى طائفته ومناطقياً.

***

ثبات وإصرار ومطالبة بعودة الرئيس الحريري، من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي بدوره أصبح الزعيم الرقم واحد في لبنان من دون منازع. مَن غير العماد عون، كان قادراً على القول إن الإستقالة من خارج لبنان كأنها لم تكن، حين اتصل به الرئيس الحريري ذاك السبت في الرابع من هذا الشهر؟

مَن غير العماد ميشال عون كان قادراً على القول لأفراد من عائلة الحريري حين زاروه بعيداً من الإعلام:

نبقى معاً أو نخرج معاً؟

مَن غير الرئيس العماد ميشال عون كان قادراً على القول إن الرئيس الحريري محتجز؟

أداء الرئيس العماد ميشال عون أدى إلى استعادة الرئيس الحريري منذ اليوم الأول، لكن المسألة كانت مسألة وقت.

 

***

سيبة الضلعين لم تكن لتكتمل من دون الرئيس نبيه بري الذي عاد من شرم الشيخ في الأيام الأولى للإستقالة، ليقول من أمام قصر بعبدا، بعد لقائه رئيس الجمهورية:

الإستقالة غير قائمة، وأنا رئيس مجلس النواب نبيه بري أقول هذا الكلام.

***

هكذا، نجا لبنان وتبلورت الحلول وطنياً ومناطقياً وطائفياً، فهل من فرصة أهم من هذه الفرصة لانطلاق السنة الثانية من العهد؟

في معرض توزيع الأدوار والمسؤوليات، هناك دينامو الحركة دبلوماسياً، وحتى في الإتصالات الداخلية:

إنه وزير الخارجية جبران باسيل الذي زار تسع عواصم في أربعة أيام:

من باريس، إلى موسكو، مروراً بأنقرة، وصولاً إلى لندن وغيرها وغيرها من العواصم، محذراً من تصدع التركيبة اللبنانية ومن اهتزاز الإستقرار الداخلي، الناجم عن أنَّ وضع السلطة التنفيذية غير سليم على الإطلاق، ويمكن القول إنَّ الوزير باسيل اعتمد الدبلوماسية الطائرة بشكل أذهل الحلفاء قبل الخصوم وكذلك مَن التقاهم في العواصم.

***

الدينامية الداخلية معطوفة على التعاطف الدولي، من فرنسا إلى مصر، أديا إلى إعادة لبنان إلى السكة الطبيعية، وبعد اليوم ممنوع الخطأ وممنوع الفشل وما هو مسموح:

النجاح والنجاح والنجاح والنجاح فقط، فليست في كلِّ مرة تكون الظروف ملائمة.

وبعد ذلك أين معالجة الأمور الحياتية والمعيشية والخدماتية للبلاد والعباد؟

هنا بيت القصيد.