Site icon IMLebanon

هذا هو لبنان

الحمد لله، ان الكبار في الوطن يعيشون في رحاب الأمل، لا في حرقة الموت.

كانوا يتخوّفون من نهاية مفجعة، فجاء اجتماع السادة الموارنة بأخبار منعشة للآمال.

وعقب عليه الرئيس نبيه بري بما أنعش أيضاً النفوس الحائرة بين الضياع واليأس.

لا بكركي تراجعت.

ولا عين التينة تشدّدت في مواقفها، أو تصلّبت.

خيرُ الأمور أوسطها.

وهكذا ارتاح الناس، ولو الى حين.

ولا أحد يسلّم بمواقف سواه.

أو يستسلم أمام التطرّف في المواقف أو الآراء المتطرّفة.

لبنان بلد الحوار.

ومهبط الاعتدال.

وعنوان للتفاهم لا للفراق، أو الافتراق.

الرفقة فيه صعبة.

لكنها لا تخلو من الوئام.

صحيح، ان الأستاذ طلع ب السلّة.

وجعلها أساساً للحوار والاتفاق، مع التيار الوطني الحر.

والسلّة ليست صحن سلطة لكنّها مرشحة ل شويّة بندورة.

وزيادة في كمّية النعْناع والزيت، فتصبح لذيذة الطعم وطيّبة المذاق.

وهذا ما حصل أمس، بين بكركي وعين التينة.

… وأنقذوا الحوار، وأبعدوا عنه شبح الانهيار!!

كان العلاّمة عبدالله العلايلي، يقول لصديقه مارون عبود، ان لا خوف على لبنان، طالما ان فيه مفكّرين ورجالاً، يحبّون الحياة، ويرفضون الموت.

أما أبو محمد فكان يردّ بأن لبنان باقٍ وطن النجوم كما كان يقول ايليا أبو ماضي.

وانه بلد يدهمه الخطر، لكنه يتجاوز الأخطار جميعاً.

هل فكّر أحد، بأن عين التينة ستبادر الى الترحيب الايجابي ب بيان بكركي بالسرعة التي صدر فيها بيانها وقبل أن يجفّ الحبر، في بيان صادر باسم الكاردينال الراعي، تعقيباً على تصريحات منسوبة الى الرئيس نبيه بري.

القصة باتت معروفة.

منذ العام ١٩٧٥، وبيانات رئاسة الجمهورية، هي موضوع تنديد أو ترحيب، من دار الفتوى حيناً، ومن بكركي أحياناً.

وعندما تنكفئ هذه البيانات، الى ما وراء المواقف المتصلّبة، يصبح لبنان بألف خير.

لا أحد في لبنان، إلاّ ويخاف عليه، ويخاف أيضاً من المتربّصين شراً به.

لكن الجميع مجمعون على بقائه بتنوّعه السياسي، وتعدّديته المذهبية.

وساعة يفقد الوطن الصغير هذه الخصوصية قولوا عليه السلام.

وبيان السادة المطارنة أمس، وردّ عين التينة عليه، ايجابيتان في منطق واحد: هذا هو لبنان!

وهذا اللبنان واجه تحديات كثيرة، من أيام بشارة الخوري واميل اده، الى أيام بيار الجميّل وسليمان فرنجيه وانتهاء ب عصر العماد عون وسعد الحريري.

ولتكن المحافظة عليه، شرطاً أساسياً لديمومته، لأن الرئيس الشهيد رفيق الحريري راهن دائماً على استمرار لبنان. رحل الرجل الكبير، أما لبنان فهو باقٍ الى الأبد!!