Site icon IMLebanon

هذا هو لبنان!

هل كان يوم أمس يوم لبنان.

أم يوم الثلوج في لبنان.

والست ويندي بيّضتها.

الجبال والتخوم كانت ناصعة.

والمدن الكبرى من اهدن الى بشري.

ومن صوفر وبحمدون وعاليه.

ومعظمها، ارتدت أثواباً ناصعة.

الست ويندي أرادت أن تظهر بحلة قشيبة وبيضاء.

وهذا عنوان الانفتاح والمحبة.

وهو أيضاً رمز للمحبة والتسامح.

واللبنانيون، هذه الأيام، قلوبهم قاتمة، في النظرة الى المستقبل.

ومشوبة باليأس أحياناً.

إلا أن ثلوج الست ويندي أضفت عليها الأمل.

وأعادت اليها واليهم الحرية.

***

وهذا هو طابع الناس.

في أوروبا وفي الأميركتين.

قبل سقوط جدار برلين، كانت ألمانيا دولتين، شرقية وغربية.

وفي تلك الحقبة، زار وفد لبناني بون العاصمة الموقتة لألمانيا الغربية.

وانتقل الى برلين الشرقية.

إلا أن الوفد اللبناني، عندما انتقل الى باريس، كانت برلين تستعد لتصبح عاصمة ألمانيا الموحدة.

ويقول سياسي لبناني إنه، عندما تنقّل بين العواصم الأوروبية، لم يكن يرى الفرح يتلألأ في عيون الناس، على الرغم من أنهم كانوا فرحين بسقوط جدار برلين.

بل كان الحزن بادياً في العيون.

لماذا ؟

لأن الطبيعة الأوروبية كانت جرداء وليس على رقعتها الا بضع بقع بيض، هي بقايا الثلوج التي غطت، في مرحلة سابقة، بعض البلدان.

ويقول نائب لبناني سابق، إنه زار باريس في حقبة ثانية، وقصد العميد ريمون اده في منفاه الاختياري، في فندق الملكة اليزابيت.

***

وخلال اللقاء أغرقه العميد في أحاديث مشوبة بالحزن على لبنان، ووضع أمامه الخرائط عن الأطماع الاسرائيلية في مياه لبنان وأرضه.

لكن زائره سارع الى نقل مشاهداته والآثار المأسوية عند المواطنين، لأن موسم الأمطار والثلوج أصابه الشح الى حد النضوب.

أدرك العميد مغزى حديثه بسرعة، وبادره بأن في فرنسا وسواها، يحب الناس الأمطار والثلوج لأسباب دينية، لأن من خصوصيات الظروف التي رافقت ولادة السيد له المجد، رداءة الطقس وانهمار الأمطار بغزارة، وهطول الثلوج بكثافة.

وعقب العميد: في باريس يحبون لبنان الأبيض، النقي، الديمقراطي في نظامه السياسي، وهذا ما ينبغي لأصدقائهم أن يفهموه.

***

توشك السيدة ويندي على مغادرة لبنان، ولا أمل عند أبنائه بانتخاب رئيس جديد للبلاد، في وقت قريب.

إلا أن في الأجواء السياسية، غير ما هو معهود في الأجواء الطبيعية.

وهذا هو لبنان.

ثمة تباينات بدأت تتحول الى تفاهمات.

والخير آتٍ ولو عبقت الأجواء بالصعوبات.