Site icon IMLebanon

ما هكذا تبنى الأوطان

 

نكاد لا نصدّق أنّ وزير خارجية لبنان المهندس جبران باسيل هو الذي طلب الاجتماع بوزير خارجية نظام الرئيس المجرم بشار الأسد، والأنكى أنّ الوزير باسيل بدل أن يرتيها مزّقها، إذ أنه يريد أن يبحث مع المعلّم كيفية إرجاع النازحين السوريين الموجودين في لبنان.

من حيث المبدأ يجب أن تسعى الدولة اللبنانية، بجميع السبل، لتهيئة عودة النازحين الى سوريا، ولكن ليس مع مَن تسبّب بتهجيرهم وقتلهم واعتقالهم… وللتذكير فإنّ 11 مليون سوري نزحوا هرباً من القتل الذي كان يمارسه النظام بالحديد والنار ضد شعبه، وهذا الرقم يشكل نصف الشعب السوري ولم يحدث في أي حروب في التاريخ.

انطلاقاً من ذلك يجب أن يكون البحث مع الأمم المتحدة وليس مع النظام الذي قتلهم وتسبب بهذا النزوح الكبير، وبالتالي لا بد من التوقف عند النقط الآتية:

أوّلاً- هل يعود النازحون الى سوريا وقد تهدّدهم قائد الحرس الجمهوري السوري بـ»المحاسبة»… ثم اعتذر متراجعاً بعد ردود الأفعال الدولية العريضة على كلامه.

ثانياً- يجب بحث العودة، كما قلنا، مع المرجعيات الأممية والدولية وليس مع النظام المجرم، خصوصاً وأنّ بعض العواصم المعروفة من الجميع بدأت تشجّع النازحين على عدم العودة من حيث إعطائهم بطاقات إقامة طويلة أو دائمة، ما يعني تفريغ سوريا من أهلها.

ثالثاً- لا بد في هذه النقطة من التوقف عند الطرح الذي تقدّم به بشار الأسد في وقت سابق حول «سوريا المفيدة» الذي له ترجمة واحدة وهي تقسيم سوريا الى دويلات طائفية وتستفيد إيران من هذا التقسيم… ما يعني في الحقيقة تخويف النازحين السوريين من العودة.

رابعاً- يجب على الوزير جبران باسيل أن يتصل بالأمم المتحدة خصوصاً أنه كان في أميركا وتحديداً في نيويورك أي في قلب الأمم المتحدة…

خامساً- البحث يكون مع أمين عام الأمم المتحدة التي هي الجهة الصالحة لبحث وحل مسألة هذا النزوح.

سادساً- كيف يمكن أن تبحث مع القاتل موضوع عودة الذين هربوا منه خوفاً على أرواحهم؟

سابعاً- تشكلت الحكومة تحت شعار «النأي بالنفس» عن الأزمة السورية، بالإضافة الى تأجيل المشاكل المختلف عليها والإهتمام بتسيير أمور المواطنين وأمور الدولة… واللقاء مع النظام السوري هو موضوع خلافي بامتياز.

ثامناً- انطلاقاً من تأجيل أي بحث في أي موضوع خلافي نحن هنا نسأل كيف يحق لوزير الخارجية أن يبحث مع النظام السوري مشكلة هناك خلاف حولها؟

تاسعاً- لا يمكن إلاّ أن ننظر الى تصرّف الوزير جبران باسيل على أنه خروج عن الوفاق الحكومي الذي تشكلت الحكومة على أساسه.

عاشراً- كلام الوزير نهاد المشنوق وزير الداخلية بعد اعتذاره عن عدم الذهاب مع الرئيس ميشال عون في زيارته الى فرنسا احتجاجاً على تصرفات صهره الوزير جبران باسيل…

حادي عشر- أقل ما يمكن أن يقوم به الوزير نهاد المشنوق هو أن يقول للوزير جبران باسيل بأنّ عمله يعتبر اعتداء على رئيس الحكومة.

ثاني عشر- لو عكسنا الموضوع، أي لو أنّ أحد الوزراء قام بعمل مماثل فماذا سيكون رأي رئيس الجمهورية؟ وهل يمكن السكوت عن هذا التصرّف…

ثالث عشر- الجميع اليوم ينتظر ماذا سيفعل رئيس الجمهورية أمام ما قام به وزير الخارجية؟ وهل يمكن التسامح معه، ولو كان أي وزير غيره هل كان أبقاه في الحكومة؟

أخيراً، التصريحات التي يدلي بها الرئيس ميشال عون حول «حزب الله» وإيران هل أدرك الرئيس وفريق عمله أبعادها على الوضع اللبناني عموماً داخلياً وإقليمياً ودولياً؟