خلافاً لكل التوقعات المتداولة في بعض الاوساط والدوائر السياسية حول اقتراب اللحظة المناسبة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي فإنّ المعطيات التي يفضي بها بعض الديبلوماسيين الغربيين، معطوفة على معطيات أخرى لدى بعض القيادات السياسية، تشير الى انّ هذا الشغور الرئاسي قد يستمر الى ما بعد انتخاب الرئيس الاميركي الجديد أواخر السنة.
ينقل قطب سياسي بارز عن هؤلاء الديبلوماسيين انّ أجندة إدارة الرئيس باراك أوباما بالنسبة الى لبنان في هذه المرحلة وفي انتظار إنجاز الاستحقاق الرئاسي الاميركي في أول ثلثاء من تشرين الثاني المقبل (في السابع منه) هي الآتية:
ـ العمل على تأمين المناخات اللازمة لتأمين التوافق اللبناني على انتخاب رئيس جمهورية جديد في ظلّ اقتناع لدى الادارة الاميركية بأنّ هذا التوافق لن يحصل الآن ولا قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية.
إذ ترى هذه الادارة أنّ بعض الترشيحات المطروحة وما يُحكى عن توافقات عليها هنا او هناك لا تشكّل الحلّ المناسب للأزمة الرئاسية لأنها تواجه صعوبات كبيرة خصوصاً انها لا تحظى هذه اللحظة بالتوافق الداخلي المطلوب.
ويكشف هؤلاء الديبلوماسيون انّ أجندة واشنطن اللبنانية يتصدّرها موضوع الحفاظ على الاستقرار الامني في لبنان وفق العناوين الآتية:
ـ أولاً، منع، أو ممنوع، حصول أيّ اقتتال سني ـ شيعي من شأنه ان يجعل لبنان في حال خطيرة من عدم الاستقرار، ربما تكون اخطر ممّا يجري في المنطقة بسبب عدد النازحين السوريين المقيمين على اراضيه بالإضافة الى النازحين الفلسطينيين من المخيمات السورية الى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.
ـ ثانياً، دعم الجيش اللبناني في مواجهة تنظيم «داعش» على الحدود اللبنانية ـ السورية والتي تحاول التسلل الى لبنان، وعدم إجراء ايّ تغيير في القيادة العسكرية الحالية التي تخوض المعركة بجدارة كبيرة ضد الارهاب، لأنّ مثل هذا التغيير من شأنه أن يُحدث خللاً كبيراً في المعركة لعدم خبرة من يأتي جديداً في مواجهة الارهاب الذي يهدد لبنان، سواء على الحدود او في الداخل.
ـ ضبط أمن مخيمات النازحين السوريين والمخيمات الفلسطينية التي يمكن أن تستغلّها «داعش» لتعريض الاستقرار اللبناني الداخلي عبر خلاياها النائمة، وربما غير النائمة، في هذه المخيمات تحت ستار النزوح. إذ يخشى الاميركيون من ان يؤدي ايّ إشكال داخل هذا المخيمات او بينها وبين محيطها الى فتنة سنية ـ شيعية. فضلاً عن تَسلّل هذه الخلايا الى خارج المخيمات لتنفيذ أعمال ارهابية.
ـ دعم جهاز الامن العام اللبناني ومخابرات الجيش اللبناني في عملهما لكشف الخلايا النائمة التابعة لـ»داعش» وأخواتها في داخل مخيمات النازحين السوريين والمخيمات الفلسطينية وخارجها. وفي هذا المجال يسجّل الاميركيون للأمن العام إنجازاته في هذا المجال وتَعاونه الكبير والمُثمر معهم في العمل لكشف الخلايا الداعشية وغيرها.
ـ الحفاظ على الاستقرار النقدي والمالي اللبناني لأنّ تعرّضه لأيّ خَضّة او اهتزاز من شأنه ان ينعكس سلباً على الاستقرار الامني.
وفي ضوء هذه الأجندة يمضي الاميركيون في التحضير لانتخاب رئيسهم الجديد والادارة التي سيشكّلها، سواء كان «جمهورياً» أو «ديموقراطياً»، ولا يُتوقَّع ان تكون لهم ايّ تحركات او مبادرات إزاء لبنان خارج هذه «الأجندة اللبنانية» إذا جاز التعبير، ما يعني انّ لبنان باق بلا رئيس حتى ربيع السنة المقبلة، أللهمّ إذا طرأ تطوّر ما في لحظة ما وحصل انتخاب الرئيس قبل نهاية السنة الجارية حسبما يأمل بعض أهل السياسة.