Site icon IMLebanon

هذا هو الحل وإلا …. لبنان تحت إحتلال النفايات

لم يحدث في تاريخ الدول، لا تلك المتحضرة ولا تلك المتخلفة، أن يكون وزير، سبب أزمة ما، يتنحى عن ملف تابع له، وبدلاً من أن يعمل في صمت لتعويض التقصير الذي تسبب فيه، يقوم بأسفار سياحية باعتبار أنَّ هَم الملف الذي تسبب فيه والذي يكاد أن يُفجِّر البلد، انتقل إلى وزير آخر.

نعم، إنه الوزير محمد المشنوق، نظرياً هو وزير البيئة، عملياً هو وزير التقصير البيئي الذي استمرَّ يمارس هوايته في التصوير الفوتوغرافي على مدى ستة أشهر، من دون أن يتمكن طوال هذه المدة من تكوين صورة واضحة عمَّا سيؤول إليه ملفُّ النفايات، الذي دخل أمس أسبوعاً جديداً وشهراً جديداً، وبات يحتاج إلى صدمة حكومية وسياسية وشعبية للخروج من مأزقه ومن روائحه النتنة التي يُحتَمَل أن تتضاعف.

واقعياً، النفايات ما زالت في الأرض، هذا يعني أنَّه عدا ذلك فكلُّ شيء دخل في الباطل ما لم تُحدَّد الساعة الصفر للبدء برفع النفايات.

ويُخشى أن يكون البيئيون قد دخلوا في غيبوبة الجدل العقيم، فكل خبير بيئي يعتبر أنَّ وجهة نظره هي المرجَّحة وما لم يؤخَذ بها نكون أمام وضع بيئي غير صحي!

إنه التعالي والتشاوف والديكتاتورية العلمية.

تواضعوا يا سادة، العِلم ليس وجهة نظر وقد حوَلتموه كذلك، لا تجعلوا طاولة نقاشاتكم نسخة عن طاولة الحوار الفاشلة في لبنان، فمنذ زمن فاحت الروائح النتنة من طاولة الحوار السياسية بكلِّ مراحلها، فكيف تعتصمون ضدها وتقومون بما تقوم به من جدلٍ بيزنطي وتقطيع للوقت وتضييعه؟

المطلوب وقف هذه المهزلة من تأخير في تبني الإقتراح الذي يوصِل إلى حلِّ سريع وواقعي وبالإمكان تطبيقه ويؤدي إلى وضع حد لهذه الكارثة.

وكما وزير البيئة المتنحي تأخَّر في المعالجة، هكذا البيئيون كأنهم في صفوف جامعية يُعطون محاضرات للطلاب، وكأنَّ ليس هناك مئات آلاف الأطنان من النفايات في الأرض وتستدعي المعالجة.

بهذا المعنى فإنَّ خطة شهيب هي الوحيدة الآن التي تملك مقترحاً عملياً لرفع النفايات، من دون أن يعني ذلك تبييض صفحة المشغِّل. كما أنَّ فتح مطمر الناعمة خيارٌ لا بدَّ منه في غياب أيِّ حلٍّ آخر.

الكرة الآن في ملعب بيئيي الحِراك، المعاندة لم تعُد تجدي، فإذا كان لديهم مطمراً فليُفرجوا عنه، أما إذا كانت لديهم مقترحات أخرى فإنَّ أيَّ إتفاق مع شركة أخرى تتولى الكنس والجمع والنقل فهذا يحتاج إلى دفتر شروط ومناقصات وتلزيم، أي إلى ما يقارب المهلة المتبقية من السنة، فهل بإمكان اللبناني أن يتحمَّل النفايات حتى ذلك الحين؟

أيها البيئيون، تواضعوا، كونوا واقعيين، حلولكم بعد إنهاء الأزمة الطارئة لا قبلها. هذا هو المنطق وهذا هو العلم الذي تتذرَّعون به.