خطاب هام ومواقف استراتيجية من المتوقع ان يعلنها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم، ولا يتوقع العارفون ان السيّد سيخرج عن الهدوء الذي دعا اليه بالنسبة لاستقالة الرئيس سعد الحريري، بل سوف يشدد على هذا الهدوء والتهدئة لأن في ذلك مصلحة وطنية للجميع دون استثناء.
وفي السياق، وفق المصادر العارفة والمطلعة على سير التطورات وكواليس الاحاديث الداخلية، ستبقى سياسة الصبر حتى يأتي مفتاح الفرج من الرياض للحريري، ومواصلة سياسة تفويت الفرصة على المملكة العربية السعودية، التي وفق من تابعها انكشفت خطتها للفوضى في لبنان، والتي تعتمد على سيناريوهات هي:
اولا: بعد اعلان الحريري استقالته، يجري تنظيم تجمعات واعتصامات منددة بحزب الله في عدد من المناطق.
ثانيا: رفع لافتات وقطع طرقات واحراق دواليب وان اضطر الامر رفع سواتر ترابية على الطرقات الدولية شمالا وجنوبا.
ثالثاً: حملة سياسية واعلامية، في كل المناطق وعلى بعض الشاشات اللبنانية والعربية.
رابعاً: على ان يترافق هذا التحرك مع ظهور اعلامي وسياسي لبعض الاسماء المعروفة بالصخب السياسي، منها من عاد الى لبنان للمشاركة في ادارة المعركة بكل اشكالها. والاخر بدأ يتنقل من قناة الى اخرى محلية او فضائية.
لكن ما ان علم تيار المستقبل وآل الحريري باعتقال الشيخ واجباره على الاستقالة، حتى اخذت فيادة المستقبل قرارا، بمنع التجمعات باسم التيار الازرق. وكانت اتصالات لتفويت فرصة للفوضى على السعودية وحلفائها. واشارت المصادر الى ان الحفاظ على اجواء التهدئة قرار حاسم، لكن المصادر تتوقع ان ترتفع لهجة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم في وجه التهديدات المستمرة، كي لا يفسّر ان تخفيف اللهجة يعني ضعف، فالرسائل باتجاه اسرائيل وبعض الدول العربية ستكون واضحة وحاسمة.
وفي موازاة ذلك، تتحدث مصادر مرجعية رسمية انه لوحظت من يوم السبت حركة نشطة لبعض السفراء والسفارات فقد اكد هؤلاء الديبلوماسيون للقيادات السياسية، ان الاستقرار في لبنان امر ضروري، وان تحركات الشارع سترتد ضررا شعبيا وامنيا على اصحابها. اما على المستوى العسكري، فان العاقل في لبنان يجب ان يعلم ان موازين القوى غير متكافئة البتة لاي حركة ميدانية على الارض فيما كانت وحدات والجيش والقوى الامنية بجهوزية كاملة لتطويق اي فوضى شعبية او امنية او تخريبية…
وتحدثت المصادر عن احتمالات رئاسية ثلاثة هي:
اولا: استعادة الحريري واصراره على الاستقالة.
ثانياً: تراجعه عنها وهو ما يتوقعه بعض المقربين من وزراء ونواب في الشمال والجنوب وبيروت.
ثالثاً: التأخر في العودة. وقد اخذ الرئيس العماد ميشال عون بالمشاورات وفتح افق البحث عن الحلول الدستورية… وقد اصبحت متاحة امامه. لكن التسوية والوفاق الوطني والخوف على الرئيس سعد كان لزاما الانتظار. لذلك لم يتوقف احد عند ذهاب الحريري الى الامارات ولا الى البحرين. والصحيح ان يعود الرجل الى بيته وان يسمح لعائلته بالعودة الى وطنهما. وهذا ما اصرت عليه قيادات المستقبل وعائلة الرئيس سعد.
لكن من المؤكد وفق المعطيات اننا ونعيش ساعات حاسمة مع توقع المزيد من التصعيد السياسي السعودي عبر السبهان او غيره، ان عاد الحريري ام لم يعد في وقته المعلن مستقبليا.
لذاك الاتصالات المكثفة تشهد سخونة عالية منها ما هو معلن ومنها غير معلن، والقوى الامنية مستنفرة، تحسبا لاي خلل او خرق تكفيري في هذه المنطقة او تلك.