انصبت اهتمامات المسؤولين اللبنانيين، باتجاه فيينا وما يمكن ان تتمخض عنه الاجتماعات في بلد «موزار» حيث تعزف هناك سيمفونية الشرق الاوسط الجديد والتفتيش عن مخارج لحل الازمة السورية الى موضوع النازحين وسط اجماع من القيادات السياسية لا سيما الرباعي المتمثل بتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي والكتائب والقوات اللبنانية الى سائر مكونات 14 آذار، على ضرورة ان يكون تمثيل لبنان ومشاركته في هذا المؤتمر محصوراً ضمن موضوع النازحين السوريين وكل ما يرتبط بهذا الملف بصلة، اي ان لا تتحول «ليالي الأنس في فيينا» الى بازار للمزايدات السياسية الى جانب خط الممانعة وتحديداً دمشق وطهران من قبل وزير الخارجية جبران باسيل كما يشير قيادي بارز في قوى 14 اذار باعتبار مواقفه الاخيرة في طهران بعيدة كل البعد عن تاريخ قصر بسترس وسياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة اللبنانية من اجل استمرار الاستقرار في لبنان وعدم الانزلاق في اي مواقف وشطحات لا يتحملها البلد في هذه المرحلة نظراً لدقتها وخطورتها وكل ما يحيط بلبنان من مخاطر وحروب وخصوصاً الحرب السورية التي تأكل الأخضر واليابس وتترك ارتدادات سلبية على مجمل الاوضاع في لبنان.
بالعودة الى مؤتمر فيينا فان سفيرا غربيا وخلال غداء مع زعيم سياسي أفصحعن معلومات مفادها ان التفتيش عن حلول لأزمة سوريا قد انطلق والأشهر المقبلة ستشهد مفاجآت متتالية مع معارك طاحنة خلال الأيام المقبلة ونزوح جديد ولبنان لن يكون بمنأى عنه بمعنى ان هناك أعدادا كبيرة من النازحين ستصل الى لبنان على خلفية الهروب من جحيم المعارك في بعض المحافظات ولا سيما حماة وحلب ودرعا وصولاً الى دمشق التي ستشهد صولات وجولات ومعارك شوارع وتلك تقارير استخباراتية من مصادر غربية على صلة وثيقة بما يجري وبالتالي وهذا ليس خافياً على أحد فهناك أجواء عن وصول سلاح للمعارضة السورية وبالمقابل لا يخفى عن تقدم للنظام واستمرار سلاح الجو الروسي في تأمين الغطاء للقوات البرية والأمر عينه لمشاركة حزب الله حيث هناك قرار ايراني فهذا القرار أدخل الحزب في الحرب السورية وهو من يخرجه كما انه من يعطي السماح لانتخاب رئيس للجمهورية او عدمه ونحن يقول السفير المذكور لدينا كل الثقة والمعلومات والمعطيات لما يجري في هذا الصدد.
ويكشف السفير المذكور عن ايام صعبة في المنطقة ولبنان سيأخذ دوره وسيتلقى انعكاسات غير مريحة بفعل ما يجري في سوريا سياسياً وعسكريا باعتبار انه وقبل الطائف كان هناك حسم لانهاء ظاهرة تمرد العماد ميشال عون واليوم للوصول الى اي تسوية ومخرج للحرب السورية فذلك سيكون من خلال الميدان والمعارك العسكرية. اما على خط مؤتمر فيينا واللقاءات التي تعقد هناك فانها وفق معلومات أكيدة تصب في سياق التفتيش عن حل لمسألة الرئيس السوري بشار الأسد، اذ هناك سلسلة مخارج مطروحة على بساط البحث وكلها تدرس وروسيا تستمع ولا ترفض كما يشاع هنا بمعنى ان الدول الكبرى تستمع لبعضها وتناقش وتجوجل كل الأفكار وبالنهاية ستؤدي الامور الى حلول وان كان ذلك ليس بكبسة زر أو في القريب العاجل ولكن لبنان لا زال في عين العاصفة نظراً لارتباطه الوثيق بالحرب السورية من خلال مكوناته السياسية.