تأمل بعض المرجعيات السياسية ان تحصل مفاجآت من خلال هذا الحراك الجاري لبنانيا واقليميا ودوليا وصولا الى الحوار المستمر بين تيار المستقبل وحزب الله الى الحوار الوطني، وذلك لانتخاب رئيس للجمهورية على خلفية طحشة الفاتيكان باتجاه عواصم القرار، وقد رفعت «الدوز» محذرة من استمرار الفراغ الرئاسي في لبنان وصولا الى اللقاءات المرتقبة اقليميا ودوليا ولا سيما لقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالرئيس الايراني حسن روحاني دون ان يستبعد احد المطارنة البارزين ايفاد موفد فاتيكاني الى طهران ناقلا موقف قداسة البابا فرنسيس بشأن الانتخابات الرئاسية في لبنان.
وفي سياق متصل كشفت اوساط سياسية مطلعة عن كلام كبير قاله رئيس المجلس النيابي نبيه بري في جلسة الحوار الوطني الاخيرة عندما اشار الى انه لن تتوقف هذه الجلسات قبل انتخاب رئيس للجمهورية وعلى الجميع ان يدرك اهمية هذا الحوار والذي لم يأت من فراغ، فالرئيس بري لم يقل انه مطلب عربي واقليمي ودولي كي لا يقال عن تدخلات خارجية في هذا الاطار، انما ثمة معلومات عن اتصالات سبقت الحوار جرت مع بري وغيره من القيادات السياسية في لبنان ومعظمهم مشارك فيه، تمنت عليهم ولوج الحوار لان المعلومات التي بحوزتهم تنذر باهتزازات امنية على الساحة اللبنانية قد تؤدي الى حرب اهلية ونزاعات مذهبية وطائفية والمجتمع الدولي غير قادر على لجمها في هكذا ظروف وادق مرحلة تجتازها المنطقة ولا سيما ما يجري في سوريا من حرب مشتعلة لا افق لها والتي تدمر هذا البلد بشرا وحجرا الى الانقسامات بين قيادات العالم حول هذه الحرب لا سيما بين واشنطن وروسيا ومعظم العرب وموسكو الى الخلافات السعودية – الايرانية فكل ذلك يستوجب هذا الحوار، من هنا وفي الجلسة الاخيرة فان بري حذر من مغبة عدم التوصل الى اتفاق على مواصفات الرئيس العتيد وصولا الى انتخابه.
هنا تؤكد مصادر متابعة لحراك الرئيس بري صحة هذا الكلام وما جرى قبل الحوار وخلاله وبعده لكن ما حصل في الايام الماضية قد يؤدي الى اعادة خلط الاوراق من جديد وربما نسف الحوار، بعد التصعيد الكلامي بين حزب الله وتيار المستقبل. كما التدخل الروسي في سوريا وانقسام المجتمع الدولي وانعكاس هذا التدخل على الداخل اللبناني المنقسم بين مؤيد لموسكو ومناهض لتدخلها ما تظهر تجلياته عبر المواقف السياسية من الزعامات والقيادات والاحزاب اللبنانية وصولا الى الغضب الخليجي والعربي على خلفية الغارات الجوية الروسية، وبالتالي تنامي الخلافات بين طهران ودول الخليج ما يعني ان هذه المعسكرات في المنطقة تترك بصماتها على الوضع اللبناني المترنح والمصاب بالترهل السياسي والاقتصادي ناهيك الى ملف النازحين والذي بدأ يتحول الى كرة ثلج خصوصا هناك اجواء توحي بوصول اعداد كبيرة من النازحين .